صالح آل طالب.. إمام الحرم خلف القضبان دون سبب
الشيخ صالح آل طالب خطيبٌ وإمامٌ وقاضٍ بالمحكمة في المحكمة الجزائية بمكة المكرمة، عُرف عنه شغفه بطلب العلم منذ نعومة أظفاره، وتتلمذ على يد العديد من علماء المملكة، حتى غدا علماً بارزا فيها، بؤَته مكانة مرموقة في الأوساط العلمية بمكة المكرمة، إلى أن أصبح أحد خطباء الحرم المكى، يخطب في جموع المصلين في طول ساحات الحرم وعرضه.
بدون سابق إنذار ولا تنبيه شفوي أو خطي من إدارة الحرم المكي يتم اعتقال الشيخ صالح آل طالب بعد خطبة جمعة استنكر فيها بعض مظاهر الفساد التي يستشري في أوساط المجتمع السعودي المحافظ.
مباشرة بعد الخطبة كان اعتقال الشيخ آل طالب في شهر أغسطس عام 2018 بدون مذكرة اعتقال ولا استدعاء من النيابة للتحقيق في قضية مرفوعة ضد القاضي في محكمة معتبرة داخل مكة.
استمر اعتقال الشيخ صالح لأشهر وامتد لسنواتٍ دون محاكمات علانية أو حتى سرية، ولم تفصح السلطات عن بسبب الاعتقال أو التهم الموجه لخطيب الحرم المكي أو معرفة دواعي الاعتقال وتوضيحها في وسائل الإعلام.
وقبل أيامٍ قلائل في 22 أغسطس من 2022 تفاجأت الأوساط الحقوقية والمنظمات الإنسانية من الحكم الصادر في حق الشيخ صالح آل طالب الذي يقضي بسجنه 10 سنوات كاملة.
المحكمة الجزائية المتخصصة هي التي أصدرت في حق الشيخ صالح آل طالب الحكم هي المحكمة ذاتها التي كانت في حكمٍ سابق براءة الشيخ صالح من التهم الموجه إليه وطالبت بالإفراج عنه.
الغريب في الأمر أن المحكمة لم توجه لإمام الحرم أي تهمة تستوجب السجن هذه المدة كلها، فالمحكمة لم تطرح على الشيخ تهم منسوبة إليه يحق له أن يدافع عن نفسه في نفيها وعدم قيامه بما نُسب إليه، إن كانت منسوبةٌ إليه بعض التهم أصلاً.
ولايزال صدى الحكم الصادر ضد الشيخ صالح آل طالب يتوسع في المملكة و يترك تساؤلاً في أوساط العامة والخاصة عن السبب الحقيقي لاعتقال الشيخ و الحكم عليه بالسجن 10 سنوات بعد أن كان برئياً في نظر المحكمة نفسها وفي نفس القضية