أصدرت وحدة الرصد في مؤسسة ذوينا تقريرها الشهري المتعلق بحقوق الإنسان ومعتقلي الرأي في المملكة العربية السعودية، حيث قامت برصد وتوثيق الأحداث التي جرت خلال شهر ديسمبر 2023م.
حصل خلال شهر ديسمبر العديد من الأحداث المتعلقة بملف حقوق الإنسان ومعتقلي الرأي في السعودية، حيث شهدت هذه الفترة عدداً من الاعتقالات والانتهاكات التي تعرض لها معتقلي الرأي، بالإضافة إلى استمرار الإخفاء القسري بحق العديد من المعتقلين، وتعنت السلطات السعودية ،ورفضها الإفراج عن كثير من معتقلي الرأي ممن انتهت محكومياتهم، سيأتي هذا التقرير الحقوقي ليسلط الضوء على المستجد والرئيسي منها على النحو التالي:
الاعتقالات:
عبدالرحمن محمد عبدالرحيم:
أقدمت السلطات السعودية على اعتقال عدد من المعتمرين على خلفية إبداء تضامنهم مع أهل فلسطين جراء ما يتعرضون له من اعتداء إسرائيلي على قطاع غزة، وقد تم الكشف عن اعتقال الشاب المصري عبدالرحمن محمد عبدالرحيم، إذ تم اعتقاله في العاشر من أكتوبر 2023م بعد نشره عدة فيديوهات معبراً فيها عن تضامنه مع فلسطين، وكانت صادر حقوقية قد أكدت قيام السلطات السعودية بنقل عبدالرحمن إلى سجن ذهبان في مدينة جدة، بينما لم توجه له أي تهم رسمية.
هشام رشيد:
وفي ديسمبر 2023م تم الكشف عن قيام السلطات السعودية باعتقال الناشط الإعلامي اليمني هشام مصطفى علي رشيد أثناء وصوله إلى المطار في ال 11 من نوفمبر 2023م، وكان هشام رشيد قد نشر على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مقالات ومقاطع مصوره ينتقد فيها بعض سياسات دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن.
الإفراجات:
لا تزال السلطات السعودية ترفض الإفراج عن عدد كبير من معتقلي الرأي ممن انتهت محكومياتهم أو ممن لم يصدر بحقهم حكم قضائي، ومنهم الشاب مهند المحيميد والذي انتهت محكوميته في فبراير 2022م ولم يتم إطلاق سراحه حتى اليوم.
الانتهاكات:
كثيرة هي الانتهاكات التي تمارسها السلطات السعودية بحق العديد من معتقلي الرأي، فما بين الإخفاء القسري والإهمال الطبي والتعذيب الجسدي والنفسي واستمرار الاعتقال بدون أي أحكام قضائية ومنع أهالي بعض معتقلي الرأي من التواصل مع ذويهم أو توكيل محام للدفاع عنهم أمام المحكمة، وعلى الصعيد الخاص فقد شهد شهر ديسمبر عدداً من قضايا الانتهاكات بحق عدد من معتقلي الرأي، نورد أهمها على النحو التالي:
استمرار الإهمال الطبي المتعمد للشيخ صالح الشامي:
أفادت مصادر حقوقية بأن الحالة الصحية للشيخ صالح الشامي المعتقل في سجون السلطات السعودية في تدهور خطير، وسط رفض إدارة السجن نقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية، وكان الشيخ صالح الشامي البالغ من العمر 88 عاماً قد اعتقل في يناير 2023م، ضمن حملة اعتقالات طالت عدداً من السوريين المقيمين في السعودية لأسباب مجهولة، وفي شهر مايو الماضي عاني الشيخ الشامي من تدهور صحي حاد اضطرت السلطات السعودية حينها لنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، ثم أعيد إلى السجن في حالة صحية غير مستقرة.
عائلة د. محمد فهد القحطاني:
تعرضت عائلة د. محمد فهد القحطاني للمعاملة السيئة خلال قيامها بنشاطها الحقوقي بحثاً عن أي أخبار أو معلومات عنه، إذ أنه ما يزال رهن الاختفاء القسري منذ أكتوبر 2022م، كما كشفت الناشطة الحقوقية مها القحطاني – زوجة المعتقل د. محمد القحطاني- عن تعرضها للتهديد في حال استمرت بسؤالها ومراسلاتها وحديثها عنه.
الأحكام التعسفية:
وخلال شهر ديسمبر وبدون أسباب معروفة قامت السلطات السعودية بنقل الشيخ محمد الساعور المعتقل لديها منذ يناير 2023م إلى السجن المشدد.
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الشيخ الساعور ضمن حملة شملت عددا ًمن السوريين المقيمين في السعودية دون معرفة الأسباب، كما تعرض الساعور في السجن للعديد من الانتهاكات حيث قامت السلطات السعودية بمنعه من التواصل مع عائلته، ومنع عائلته من زيارته؛ دون أن توضح لهم أسباب المنع.
ختاما:
ما يزال معتقلي الرأي في سجون السلطات السعودية يمارس بحقهم صنوفاً كثيرة من الانتهاكات فما بين الإخفاء القسري إلى الامتناع عن الإفراج عمن انتهت محكوميتهم، ومروراً بالتعذيب الجسدي والنفسي وإساءة المعاملة ، وما تزال السلطات السعودية أيضاً ممثلة بالنيابة العامة تطالب بإعدام العديد من المعتقلين وما يزال شبح الإعدام يلاحق عدداً منهم ممن صدر بحقهم حكم الإعدام.
مؤسسة ذوينا ومن خلال تقريرها الشهري تؤكد على وجوب الإفراج عن كل معتقلي الرأي وبصورة عاجلة وغير مشروطة وذلك تأكيداً على أن التعبير عن الراي ليست جريمة، ولا تستحق أن يحكم بسببها على أحد بالسجن أو التضييق ناهيك عن الإعدام، وتؤكد على أن ملف حقوق الإنسان في السعودية يشهد حالة من الاعتداء والانتهاك بشكل غير متناسب والتصريحات التي تصدر عن مسؤولين سعوديين التي تؤكد التزام السعودية بما صادقت عليه من المواثيق والاتفاقات المتعلقة بملف حقوق الإنسان، وتؤكد أيضا أن عائلات معتقلي الرأي يعيشون في ضيق وعوز بعد تأثر وضعهم الاقتصادي والاجتماعي والنفسي جراء اعتقال ذويهم
وتناشد مؤسسة ذوينا جميع المنظمات العاملة في حقل حقوق الإنسان على مواصلة الضغط على السلطات السعودية للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين ووضع حد لمعاناتهم ومعاناة أسرهم.