محمد الجديعي شاب في مقتبل العمر وريعان الشباب، درس العلوم الشرعية والمناهج الإسلامية في معهد الحرم المكي. بفترة وجيزة أستطاع أن يشق طريقه نحو عالم ومواقع التواصل الاجتماعي، فأنشأ قناة خاصة به لنشر ما يراه مناسباً لجمهوره المتابع له.
لم يكن محمد الجديعي على علم بأن ما يقوم به من تنوير وتثقيف قد يكون سبباً في اعتقاله وتغييبه خلف القضبان، لم يرتكب جريرة تستوجب الحبس والاعتقال التعسفي من قبل السلطات، كلما هنالك أن حملة شعواء قامت بها السلطات تجاه كل من يمتلك منبراً حراً يتكلم من خلاله ويوصل رسالته لمشاهديه.. بغض النظر عن المحتوى المراد نشره وللجمهور الذي يتابعه.
اعتقلته السلطات في إبريل قبل عامين وتحديداً في 2020، لم توجه له النيابة مذكرة اعتقال، أي أن الاعتقال كان تعسفياً بامتياز، ومما يؤكد هذا الأمر أنه (الجديعي)لم تصدر المحكمة في حقه حكما من ذلك الوقت إلى قبل أيام قلائل من صدور الحكم الذي نطقت به المحكمة والذي يقضي بحبس الشاب محمد الجديعي 18 سنة.
لم تذكر المحكمة الجزائية المتخصصة الأسباب التي اقتضت بموجبها أن تحكم على الجديعي هذه المدة الزمنية التي تقارب العقدين من الزمن.
يبدو أن تزايد الشعبية التيحظيبها الداعية الشاب هى المؤشر على مدى تأثيره في أوساط الشباب.
حظي الداعية الشاب الجديعي بالكثير من المتابعين على على مواقع التواصل، فقد بلغ عدد متابعيه قرابة 100 ألف متابع، وهذ إن دل فإنما يدل على أن خطابه للجمهور كان يتسم بالوسطية والاعتدال وأنه يؤلف ويجمع.
منذ تاريخ اعتقاله إلى يوم أن صدر في حقه الحكم الجائر، يتسائل العديد من رواد التواصل الاجتماعي عن مبررات الحكم الصادر في محمد وما هي الجرائم التي اقترفها حتى تحكم عليه المحكمة الجزائية المتخصصة بالسجن لمدة عقدين إلا سنتين.
18 سنة هي المدة التي سيقضيها الداعية الشاب محمد الجديعي في سجون أمن الدولة، حكمٌ يتسائل محمد نفسه عن جرمه الذي استحق بموجبه هذا الحكم والبقاء في السجن هذه الفترة كلها.
لم يكن له انتماء لجماعة محظورة، كما أنه لم يؤسس جمعية غير مرخصة ومصرح لها، وهو في ذات الوقت لم يحرض على الخروج على ولي الأمر، كما أن السلطات لم تجد في مقاطعه أي خطاب كراهية أو دعوة للعنف تجاه الأخر.
إن على السلطات القضائية مراجعة سياساتها وأحكامها القضائية، ليس في حق الجديعي فقط ولكن في حق جميع معتقلي الرأي والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يعبرون عن ارائهم، بصورة حضارية راقية، بعيداً عن العنف وخطاب التحريض والكراهية.
لم يكن على السلطات أن تعتقل الجديعي، بل كان الأولى بها أن تسهل مهمته التوعوية وتوفر له الداعم اللازم والكافي، الذي يقدر من خلاله أن يواصل مسيرته في نشر الوعي والمعرفة بين أوساط المجتمع السعودي.
كان الأولى للجديعي وأمثاله أن تخصص له السلطات ساعات برامجيه على القنوات الفضائية والإذاعات المحلية، عله يسهم ولو بشكل جزئي، بطريقة أو بأخرى في تحقيق ما تدعي السلطات أنها تطمح إليه من نماء وازدهار لكل أبناء الوطن.