الدكتور عبد الكريم الخضر.. اعتقال مؤلم وقضية حقوقية
جاءت القوانين لتبت في قضايا الجرائم والحقوق والحريات، وأصبحت العدالة هي المقيّم الأول والأخير في صون حقوق الأشخاص حول الاتهامات التي يتعرضون لها، ومن هذه الزاوية تأتي قضية الدكتور عبد الكريم الخضر لتكون من بين القضايا التي لابد من إعادة النظر فيها والعمل على حسمها لصون الحقوق وترسيخ العدالة.
إن الدكتور عبد الكريم الخضر هو من بين الشخصيات البارزة التي تركت أثرا مهما لصالح المملكة وشعبها، والمفاهيم الحقوقية والعلمية، إلا أن هذا العطاء والأثر قد توقف مع الاعتقال، فمن هو وهل كان يستحق الاعتقال؟
مسيرة أكاديمية
عمل الدكتور عبد الكريم الخضر أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة بجامعة القصيم، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية الحقوق المدنية والسياسية الشهيرة في السعودية “حسم”.
يعد الخضر أستاذا في الفقه المقارن وهو متخصص في السياسة الشرعية، حيث برع في مجاله وكرس مسيرته خدمة لصالح المملكة وشعبها.
وكان له حضور إعلامي وميداني في الدعوة إلى الإصلاح السياسي والحقوقي، فضلا عن مساعيه للدفاع عن حقوق الشعب والمطالبة بإنهاء الفساد.
كتب أبحاثا شرعية عديدة خلصت إلى أن الاحتجاجات السلمية جائزة وكذلك إضراب السجناء عن الطعام، وهو ما يخالف الرأي الحكومي الرسمي.
عطاء حقوقي
كان للدكتور الخضر مسيرة حافلة بالعطاء الحقوقي لصالح حقوق الإنسان وترسيخ العدالة، حيث استثمر مهنته العلمية لأجل هذا النشاط والدفاع عن حقوق الإنسان.
ترأس فريق الدفاع عن عبد الله الحامد وأخيه عيسى الحامد عندما سُجنا في 2008 بتهمة التحريض على التظاهر.
وكانت له مشاركة فعالة كعضو مؤسس لجمعية الحقوق المدنية والسياسية “حسم” في أكتوبر 2009، ثم تولى رئاستها عام 2012.
وكان له حضور إعلامي بارز في نشاطاته الإصلاحية والحقوقية، ولم يكن يعلم أن الذي كان يقدمه لأجل البلاد والعباد سينتهي في المعتقلات.
قضية الاعتقال
هي قصة إنسانية مؤلمة تعكس مدى الظلم الذي يتعرض له معتقلي الرأي، والاتهامات الكيدية التي تطالهم بلا ذنب أو جريرة أو مبرر قانوني.
اعتقل الدكتور الخضر بأمر قضائي في 24 أبريل 2013 بعد أن اعترض على منع النساء من حضور المحاكمات، وكذلك دوره الفعال في تأسيس جمعية “حسم”، وحكم عليه في 24 يونيو بالسجن ثمان سنوات والمنع من السفر عشر سنوات تليها.
واجه الحرمان والتضييق من التواصل مع ذويه وزياراتهم له في السجون، وتعرض لسوء المعاملة وحرمان عائلته من الاطلاع الدوري على مستجدات قضيته ووضعه في المعتقلات الحكومية.
كيف ننصره؟
ننصر قضية الدكتور عبد الكريم الخضر وباقي معتقلي الرأي، من خلال إبراز نشاطاته السلمية الوطنية ومكانته العلمية، ومسيرته الحقوقية وعطاءه العلمي والحقوقي.
ننصر قضية الدكتور الخضر من خلال دعم ذويه وإعانتهم في تسيير قضيته والتعجيل بحسمها، ودعمهم لصون حقوقه وحقوقهم.
ننصر قضيته من خلال كشف المستور حول ما يتعرض له داخل المعتقلات من حرمان واعتداء على حقوقه وحريته في التواصل مع العالم الخارجي.
ننصر قضيته من خلال الاستمرار في المطالبة وإيصال صوت ذوييه للجهات والمؤسسات المعنية، وزيادة الضغط على النظام للتعجيل في الإفراج عنه بلا مماطلة.