الناشطة الشابة لدن.. معاناة قاسية خلف الزنازين

تزداد أهمية ملف المعتقلات لكونهن الفئة الأضعف في المجتمع، ويواجهن العديد من المضايقات وسلب حرياتهن من قبل الجهات الحكومية، وهو ما يجعلنا نسلط الأضواء على ملف المعتقلات، لاسيما اللاتي دخلن السجون بلا مبرر قانوني.

ولعل الشابة لدن من بين المعتقلات السعوديات اللاتي يواجهن ألم الفراق والحرمان والمضايقة وقساوة السجون، في ظل القلق المستمر على مصيرها المجهول.

نشاط حقوقي

لعبت الشابة لدن دورا وطنيا مهما في الدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته، في ظل المضايقات التي تواجه حقوق الإنسان والناشطين.

وكان لها حضور ونشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، في مسعى لها للدفاع عن حقوق الشعب التي تواجه كثير من المصاعب والتحديات خلال السنوات الأخيرة.

واستثمرت منصات التواصل الاجتماعي في الدعوة للإصلاح ونبذ الفساد والظلم والاعتداءات والاعتقالات، حتى انتهى بها المطاف داخل المعتقلات.

سلب للحريات

وسلب النظام حرية الشابة لدن؛ بعد أن كانت تطالب بضرورة ترسيخ مبدأ الحريات واحترام القوانين التي تحمي الحريات من الانتهاك والاعتداء والمضايقة.

وانتهت نشاطات الشابة لدن مع الاعتقال، حيث توقف نشاطها الحقوقي وصوتها الحر الذي كان يدعو بالحقوق وتفعيل القوانين التي تحمي حقوق الإنسان.

كما أن اعتقالها كان سببا في ترهيب كثير من المقربين منها وأقرانها، ما دفعهم ذلك للسكوت عن المظالم وهو ما يعكس مدى الانتهاك الذي يطال الحريات في المملكة.

انتهاكات صريحة

والشابة لدن من بين المعتقلات اللاتي تعد قضاياهن حساسة على المستوى الحقوقي، حيث أنها لم ترتكب جرما سوى تعبيرها عن رأيها السلمي الذي يطالب بحقوق الإنسان.

وهذا الاعتقال الذي يأتي على تهم تتعلق بالتعبير عن الرأي، ما هو إلا انتهاك صارخ للقوانين المحلية والدولية، حيث نصت المادة 8 من نظام المطبوعات والنشر الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم م/32 لعام 2000م، على حرية التعبير والرأي في مختلف وسائل النشر سواء المكتوبة أو المرئية وتتكفل بحمايتها قانونًا، في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية.

بالإضافة لذلك، فهنالك كثير من البنود القانونية في النظام المحلي والدولي ينص على ضرورة احترام الآراء والحريات، وهو ما يُعدُّ انتهاكاً صريحاً لهذه القوانين في عملية اعتقال الشابة لدن.

كيف ننصرها؟

كواجب إنساني وقانوني وأخلاقي، فإن نصرة المظلومين تقع على عاتق المجتمع والناس جميعا، حيث لا تتوقف هذه المسؤولية على أحد، بدءً من ذوي المعتقلين ومن ثم الناشطين والإعلاميين والمؤسسات المعنية بذلك.

وتأتي نصرة لدن من بين الملفات المهمة التي لابد الاهتمام بها، لاسيما وأنها من المعتقلات المنسيات في ملف معتقلي الرأي بالمملكة.

وتكون نصرة الشابة لدن من خلال إبراز مكانتها الوطنية ومواقفها السلمية الداعية إلى احترام الحقوق والحريات.

كما أن الكشف عن الانتهاكات التي طالتها وتطالها بسبب الاعتقال، خطوة مهمة لتفنيد الاتهامات ومزاعم النظام في الاستمرار باحتجازها.

وكذلك من بين الوسائل الرئيسة في نصرة باقي المعتقلات البريئات؛ تأتي من خلال إيصال قضيتها وصوت ذويها إلى الجهات الدولية للضغط على النظام والتعجيل في الإفراج عنها بلا مماطلة.