كانت البداية عام 2003، لمسلسل التغييب والاخفاء القسري والاعتقال التعسفي للنشطاء والمواطنين الأبرياء والذي انتهى بالموت.
هذا ماحدث للعديد ممن اعتقلتهم أجهزة أمن الدول في المملكة و كانت رحلتهم إلى توابيت الموت . معتقلون سياسيون ونشطاء رأي وكُتَّاب ومفكرون كانت نهايتهم مأساوية في أقبية سجن الدولة. حيث سنسلط الضوء في هذا التقرير على معتقلون قضوا تحت التعذيب :
1-مكي العريض
في عام 2016 مكي العريض شاب رياضي ولاعب كرة سلة، اعتقلته نقطة تفتيش في مركز العوامية، بعد يومين فقط من دخوله مركز الشرطة يخرج جثة هامدة وعلى جسده آثار تعذيب وصعقٌ كهربائي.
2- محمد رضا الحساوي
بعد أقل من عام يأتي الدور على معتقل أخر وضحية أخرى للتعذيب والتنكيل في سجون أمن الدولة. محمد رضا الحساوي الذي قضى نحبه في يناير من عام 2017 بعد عامين من اعتقاله، لم تحرك السلطات ساكناً تجاه حالة الوفاة.
وقد تفاعل ناشطون مع الحدث ونشروا صورا للحساوي وعلى يديه أثار قيود تدل على أن جسده كان معلقاً في الهواء لفترات متفاوتة.
3– سلطان الدعيس
لا تقتصر حالة الوفاة على شخصيات بعينها أو جنسيات دون غيرها، فمن ضمن معتقلون قضوا تحت التعذيب المواطن اليمني سلطان الدعيس المعتقل منذ أكتوبر من عام 2006 تنتهي حياته بعد أربع سنوات عاشها في سجن الطرافية وفي أخر لقاء له بأهله أخبرهم أنه تعرض للتعذيب.
4– نزار آل محسن
سجن تاروت كان له حضورٌ أيضاً في نفس السياق نزار أل محسن في 16 نوفمبر من عام 2016 يغدو جثة هامدة. كانت رواية السلطات أنه مات بسكتةٍ قلبية، وكان للطب الشرعي رأي آخر حيث أكد أن محسن مات بسبب نزيف داخلي.
5– حبيب العقيلي
تهمة جاهزة للمعتقل لاحقاً جابر حبيب العقيلي، كانت تهمته الإبحار في منطقة محظورة، اعتقلته الشرطة في يناير 2017 خمسة أيام فقط كانت كفيلة بإحالة حياة الشاب جابر إلى القبر. ُأعلن عن وفاته في ظروف غامضة وادعت السلطة أنه شنق نفسه.
6– علي جاسم النزغة
وفي مارس 2018 كانت وفاة المعتقل الطاعن في السجن علي جاسم النزغة (61 عاماً) في سجن المباحث. كان اعتقال النزغة في نوفمبر من السابق 2017 في أحد شوارع قرية البحاري بعد مقتل أحد الجنود من محافظة القطيف.
أشهرٌ قليلة ويعود جاسم إلى ذوية جسد دون روح. رفضت السلطات تصور جثته عند استلام أبناءه لها، لم توضح السلطات سبب ذلك المنع لكنهم يدركون جيداً أن هناك أثار تعذيب على جسد النزغة، هي من جعلت السلطات تمنع التصوير لشخص قضى نحبه بين أيديهم.
7– حسين عبدالعزيز الربح
لاعب كمال الأجسام حسين عبدالعزيز الربح كان اعتقاله في أغسطس عام 2017 في سجن المباحث العامة، تعرض حسين للتعذيب الشديد مما أدى إلى وفاته بعد عامين من أعتقاله، فقد وافاه الأجل في نوفمبر 2019 .
ولم يتوقف الأمر عند تعذيب المعتقلين بل تعداه إلى سياسة أخرى تجاه صنفٍ أخر من المعتقلين، فبعض المعتقلين يعانون أمراضاً مزمنة تتفاوت درجة خطورتها من معتقل لآخر، وهؤلاء يكون نصيبهم الإهمال الطبي وحرمانهم من الأدوية اللازمة التي يحتاجونها بشكل دائم وحاجة ملحة.
8- حسن عبدالله العوجان
5 أشهر كانت كافية لرحيل المعتقل حسن عبدالله العوجان، في 16 مارس 2011 كان اعتقاله وفي أغسطس من نفس العام كانت وفاته. فالعوجان لم يتعدى عمره 18 ربيعاً، أفادت التقارير الحقوقية أنه تعرض للتعذيب بالضرب على رأسه أثناء اعتقاله بعد مشاركته في مظاهراتٍ في منطقة القطيف. وقد كان حسن يعاني من فقر الدم المنجلي، وبسبب الإهمال الطبي تدهورت حالته الصحية التي أدت إلى وفاته بعد أشهر قليلة.
9- حبيب الشويخات
ومن ضمن قائمة معتقلون قضوا تحت التعذيب حبيب الشويخات شابٌ في مقتبل العمر اعتقلته السلطات في يناير 2018، كان يعاني العديد من الأمراض فهو مصابٌ بالسرطان وباضطرابات القلب وغيره. ونتيجةً للإهمال الطبي الذي واكب واقعه اليومي في السجن حصل له ضيق تنفس وتضاعفت حالته المرضية إلى عدم القدرة على المشي وصعوبة بالحركة، حاول والده مراسلة الديوان الملكي بتوفير الأدوية اللازمة لولده المعتقل المصاب، إلا أن تلك المناشدة لم تجد صدى. وفي يوم الأحد 21 يناير 2018 كانت وفاة الشاب حبيب الذي دُفن ليلاً، بعد منع السلطات لأهله دعوة الناس لحضور تشييع جنازته،
9- أحمد العماري
70 عاماً لم تشفع للشيخ الطاعن في السن، أحمد العماري الزهراني، عميد كلية القرآن الكريم بجامعة المدينة المنورة، حيث اعتُقل الشيخ الزهراني في سبتمبر 2017، ظل في معتقله إلى عام 2019 حيث وافاه الأجل في يناير من نفس العام بعد خروجه من سجن ذهبان بجدة. أفرجت عنه السلطات بعد أن أصيب بجلطة دماغية، كونه لم يحصل على الرعاية الصحية اللازمة.
10- صالح الضميري
وفي أغسطس سنة 2019 كان الشيخ صالح الضميري يعاني في العزل الانفرادي بسجن الطرفية من أمراض القلب مما تسبب في وفاته وهو في المعتقل. وقد كان الضميري أحد دعاة منطقة الجوف وكان ضمن دائرة الاستهداف لحملات النظام عام 2017 وعام 2018.
11- أحمد الشايع
في نفس السجن وفي نفس الشهر، في سجن الطرفية وفي أغسطس كان الموت يختطف معتقلاً أخر، أحمد الشايع تعرض خلال فترة اعتقاله للإهمال الصحي المتعمد ونال نصيبه من التعذيب النفسي والجسدي مما أدى إلى وفاته بعد صالح الضميري ب 5 أيامٍ فقط.
12- عبدالله الحامد
لم يكن الحقوقي الدكتور عبدالله الحامد بأحسن حالاً ممن سبقهم، في 24 إبريل 2020 حيث غيّب الموت الحامد الذي يٌعد أحد مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية. تعرض الحامد للإهمال الطبي وهو على سرير المرض في أحد مستشفيات الرياض، ونقلته السلطات من سجن الحاير سيء الصيت إلى العناية المركزة في 9 إبريل 2020 إثر تعرضه لجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة.
13- حنان الذيباني
لم يكن الموت في سجون النظام حكراً على الرجال دون النساء، وهذ المرة كانت الضحية المعتقلة حنان الذيباني التي كانت أنفاسها الأخيرة تصعد إلى السماء من سجن ذهبان في جدة، ففي 10 أكتوبر 2016 وفاتها في ظروفٍ غامضة، وما يؤكد صحة هذه الرواية أن إدارة السجن لم تسلم الجثة لذويها بل تم استدعاءهم إلى داخل السجن، ولم يسمحوا لأهلها إلا برؤية وجهها، وبعد الصلاة عليها تم دفنها بمكانٍ سري لا يعرفه أحد من أقاربها.
14- حمد عبدالله الصالحي
وفي مارس من عام 2018 وافى الأجل المعتقل حمد عبدالله الصالحي في سجن الطرافية ببريدة.
في أكتوبر 2004 اعتقلت السلطات حمد وحكمت عليه المحكمة الجزائية المتخصصة بالسجن 3 سنوات، غير أن السلطات أبقت على الصالحي في السجن 13 سنة، أكثر من نصفها بالعزل الانفرادي، لم تخلي إدارة السجن للصالحي سبيله بعد تدهور حالته الصحية إلى أن كانت وفاته في معتقله.
15- محمد باني الرويلي
اختطف الموت معتقل آخر، هذه المرة في السجن العام بسكاكا بمنطقة الجوف كان ذلك في يوليو سنة 2018.
قساوة التعذيب كانت وراء رحيل الرويلي (ملك الدحة) وتشير المصادر إلى أن الاعتقال كان بسبب اعتراض باني لموكب أمير منطقة الجوف، رغم أن الرويلي أكد فيها أن حادثة التجاوز كانت عن طريق الخطاء.
16- لطفي آل حبيب
ومن ضمن قائمة معتقلون قضوا تحت التعذيب وبسبب حادث مروري مع دورية شرطة اعتقلت السلطات لطفي آل حبيب ثلاثة أيامٍ والتي كانت كافية لأن تتصل شرطة تاروت بأهله وتبلغهم أن حبيب مات منتحراً في معتقله. الأمر الذي قابل رفضاً من قبل أسرته لرواية الشرطة ورفض الوالد أن يوقع إقراراً أن حبيب مات منتحراً، حيث مارست السلطات كافة الضغوط على ذويه، واشترطوا عليهم لتسليم الجثة أن يوقعوا الإقرار، وهو ماكان نهاية المطاف ولا حيلة منه أو بد لاستلام الجثمان.
17- بشير المطلق
في 25 أغسطس 2018 كانت أنفاسه تصعد إلى السماء من سجن المباحث في الدمام، أعلنت السلطات أنه عاني قبل وفاته لسكتة دماغية لكن بعض المصادر أكدت أن كان يعاني من جراء التعذيب ومضاعفاته التي انهالت عليه خلال سنوات الإعتقال الأولى، كما أن تم حرمانه من الرعاية الصحية شأنه شأن الكثير من المعتقلين.
المطلق كان قد أعتقل في يناير 2012 بسبب مشاركته في احتجاجات القطيف التي وقعت أحداثها في فبراير.2011
18- نايف أحمد العمران
بعد اعتقال دام لأكثر من 8 أعوام كانت وفاة الشاب نايف أحمد العمران، اعتقلته السلطات عام 2011 وفي يناير 2019 كان وفاته وهو بسجن مباحث أمن الدولة في الدمام. قبل أن تتصل إدارة السجن بأسرته تخبرتهم بوفاته أنه مات بشكل مفاجئ.
19- فهد القاضي
كان اعتقاله 2016 وحكمت عليه المحكمة بالسجن 6 سنوات بسبب تعبيره عن رأيه، وفي 13 نوفمبر 2019 مات في سجن الملز بالرياض، قبل وفاته بساعات نقلته إدارة السجن إلى المستشفى.
ذكرت عائلته أنه كان يعاني من التهاب رئوي حاد، وهذا ما ترك تساؤلا عن وضعه الصحي في الملز وهل كانت وفاته نتيجة الإهمال الطبي السائد في معتقلات السلطة.
20- صالح الشيحي
صحفي وكاتب منذ يناير 2018 وهو معتقلٌ في سجون السلطة حكمت عليه المحكمة بالسجن 5 سنوات و 5 سنوات منعٌ من السفر.
وقبل وفاته أطلق سراحه بدون مقدمات وبشكل مفاجئ ليموت في يوليو 2020 بعد أن قضى في السجن 28 شهراً. غير أن مصادر إعلامية قالت إنه مات بسبب فيروس كورونا، الذي أصيب به قبل وفاته بأسبوعين.
21ــ مطلق نغميش الدويش شيخ من شيوخ قبيلة مطير وناشط اجتماعي ولد في ستينيات القرن الماضي، تعرض للاعتقال بسبب اعتراضه على اعتقال شيخ قبيلة عتيبة الشيخ فيصل بن سلطان آل حميد المستنكر لما تقوم به هيئة الترفيه. اعتقلته السلطات في نوفمبر 2019 للأسباب الآنفة الذكر، ورغم حكم البراءة الصادر في حق مطلق الدويش إلا أن السلطات لم تفرج عنه ومات داخل السجن بعد ثلاث سنوات من اعتقاله.
22- موسى بن محمد القرني دكتور أكاديمي ومحامي وداعية إسلامي من مواليد عام 1954م بمدينة جازان، اعتُقل عام 2007 م وحُكم عليه بالسجن 20 عاماً والمنع من السفر لمدة 20 عاماً أخرى بتهمة مطالبته بإنشاء جمعية تُعنى بحقوق الإنسان في السعودية. قضى القرني نحو 15 عاماً في السجن عانى فيها من الإهمال الطبي حيث أصيب بجلطة دماغية عام 2018 م ما أدى لتدهور حالته الصحية والتسبب بوفاته في تاريخ 09.10.2021 بسبب الإهمال الطبي.
وفي الواقع لم تقم السلطات بإجراءات حقيقية تجاه ملف الوفيات من الـ معتقلون قضوا تحت التعذيب في السجون ولم تشكل لجان تقصي حقائق، وفي ذات الوقت لا يوجد مؤشر على نية السلطات بتحقيق ينهي هذه المأساة التي تتفاقم كل يوم وتزداد حدتها.