لجين الهذلول وهي من أبناء منطقة القصيم التي تعتبر من أكثر المناطق محافظة من الناحية الاجتماعية لكنها تنتمي إلى أسرة متحررة اجتماعياً وقد أمضت سنوات عديدة من طفولتها في فرنسا، ووالدها ضابط في البحرية الملكية السعودية ووقف إلى جانبها في حملتها للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة وقام بتصويرها عندما قادت السيارة لأول مرة.
لجين الهذلول الدفاع عن حقوق المرأة مسيرة حياة
بدأت الأنظار تتجه إلى لجين بعد العمل ضد الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة عام 2012 عبر تطبيق كيك الذي يسمح بتصوير مقاطع فيديو لمدة 30 ثانية، وقالت خلال حديثها لصحيفة بريطانية إنها كانت تتطلع لمعرفة مقاطع الفيديو التي ينشرها السعوديون عبر تويتر وردود أفعالهم تجاه ما تنشر عبر تويتر فكتبت امرأة سعودية آنذاك أن السعوديات مجردات من هويتهن، فتأثرت بذلك كثيرا.
بداية النشاط
شاركت لجين إلى جانب الجيل الثاني من الناشطات المطالبات برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة أمثال: منال الشريف ووجيهة الحويدر ونشرت مقطع فيديو عبر تويتر لهذا الغرض شاهده أكثر من 30 مليون شخص حسب قولها.
وانتقدها البعض لأنها أقل عرضة للخطر بسبب وجودها في كندا، فحملت لجين امتعتها وعادت إلى بلادها أواخر عام 2013 قبل يومين من انطلاق الحملة الثانية المطالبة برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، فكان والدها باستقبالها في المطار فأعطاها مفتاح السيارة وجلس إلى جانبها وقام بتصويرها وهي تقود السيارة، ووصفت لجين تلك التجربة وقالت : “حينها أصبحت شخصية فاعلة في الحملة”.
في اليوم التالي طلبت وزارة الداخلية من والدها التوقيع على تعهد بمنع ابنته من قيادة سيارته، وشعرت لجين بالغضب الشديد لأن محاولتها لإثبات وجودها كفرد مستقل قد فشلت ولم يتم الاعتراف بوجودها حسب وصفها.
ماذا بعد الزواج؟
في 25 نوفمبر 2014 أعلن الممثل الكوميدي والسيناريست ومقدم البرامج السعودي فهد البتيري عقد قرانه من لجين وتزوجا بعد ذلك، إلا أن محطة أي بي سي الأمريكية قالت في وقت لاحق إنه قد ألقي القبض على البتيري في الأردن في عام 2018 وجرى ترحيله إلى السعودية ولا يزال مصيره غامضاً، و اعتقال البتيري جرى بعد شهرين من اعتقال زوجته الناشطة لجين الهذلول.
وبعد أقل من أسبوع من زواجها قادت لجين السيارة لمدة ثلاث ساعات ونصف دون أن تعلم زوجها أو والديها، وتوجهت إلى السعودية.
وصلت لجين الى المعبر الحدودي بين الإمارات والسعودية في 29 نوفمبر/كانون الثاني 2014، لم تعرف سلطات المعبر كيف تتعامل معها، انتظرت لجين 26 ساعة على المعبر إلى أن أتت الأوامر من وزير الداخلية السعودي شخصيا وتم إلقاء القبض عليها.
وكانت لجين قد كتبت على صفحتها أنه “لا يحق للسلطات السعودية منعي من الدخول حتى لو كنت بوجهة نظرهم مخالفة لأني سعودية وأن رخصتي صالحة في كل دول مجلس التعاون الخليجي”.
أمضت لجين 73 يوما في السجن في المنطقة الشرقية من السعودية بينما كانت المحاكم تنظر في توجيه تهمة تقويض الأمن الوطني لها بموجب قوانين محاربة الإرهاب، وقبل الإفراج عنها طلبت السلطات منها التوقيع على تعهد بعدم التطرق لموضوع قيادة المرأة للسيارة لكنها تعهدت فقط بعدم التحدث عن الموضوع عبر مقاطع فيديو. ومنذ ذلك الحين توقفت لجين عن قيادة السيارة في السعودية لكنها استمرت في الدعوة إلى رفع الحظر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لجين في السجن
بعد صدور قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، بدأت لجين في تكريس جهودها للدفاع عن حقوق المرأة الأخرى مثل قانون ولاية الرجل على المرأة، و صفحتها على موقع تويتر تدل على سعة اهتماماتها والقضايا والمجالات العديدة التي تنشط فيها، وفي ديسمبر 2017 أجرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية مقابلة مع لجين الهذلول قالت فيها إنها بلغت من العمر 28 عاما لكن منذ أن بلغت الخامسة والعشرين من العمر “يمضي الوقت سريعا”، وتحدثت خلالها عن تجربة السجن التي مرت بها والتي استمرت 73 يوما بسبب قيادتها للسيارة، وقالت إنها “كانت فرصة نادرة لمقابلة نساء لا يعترف بوجودهن فكانت تجربة ثرية لي”.
وخرجت من السجن عندما تولى الملك سلمان الحكم عام 2015 بعفو ملكي منه، وأضافت أنها لم تشعر بالندم على دخول السجن “لقد كانت تجربة جميلة وممتعة، لم أشعر بالندم ابداً”.
ولدى صدور قرار السماح للنساء بالقيادة حذرتها السلطات وطالبتها بالتزام الصمت وعدم التعبير حتى عن مشاعر السعادة بهذا القرار، كتبت لجين كلمتين فقط عبر تويتر “الحمد لله”.
في شهر مارس/آذار من عام 2018، اعتقلتها السلطات الإماراتية مرة أخرى، وسلمتها إلى السعودية، حيث قضت عدة أيام بالسجن قبل إطلاق سراحها، وتمّ منعها هي وزوجها وكل عائلتها من مغادرة البلاد، كما مُنعت من الظهور بوسائل الإعلام واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي 15 مايو/أيار 2018 ألقي القبض على لجين بحسب ما أعلنت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية، التي أكدت أنّ رئاسة أمن الدولة ألقت القبض على 7 أشخاص بتهمة التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة وكانت لجين من ضمنهم.
قد بدأت جلسات محاكمة لجين الهذلول في 13 مارس/ آذار 2019 بعد 10 أشهر من الاعتقال إلى جانب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء.
وقالت علياء التي تعيش في بلجيكا في مقالة كتبتها في صفحة الرأي في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بتاريخ 13 يناير/كانون الثاني 2019: “لمضايقات كما ظلت حبيسة السجن الانفرادي لأشهر عديدة منذ دخولها السجن في مايو/ أيار 2018.
وقبيل عقد قمة مجموعة العشرين في السعودية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تعالت الأصوات والمناشدات الدولية المطالبة بإطلاق سراح لجين وغيرهن من الناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة في المملكة.
المحاكمة بعد الاعتقال الأخير
في 15 مايو 2018 كانت قد بدأت حملة اعتقالات شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان في السعودية، وأسفرت عن اعتقال سبعة أشخاص من ضمنهم ثلاثة من أبرز المدافعات الحقوقيات السعوديات هن عزيزة اليوسف و إيمان النفجان إلى جانب اعتقال لجين الهذلول مرة اخر
وفي 28 ديسمبر 2020، وبعد الضغط المتواصل من قبل الرأي العام الدولي والإقليمي والمنظمات الحقوقية الدولية قضت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، الحكم بعقوبة السجن بحق الهذلول لمدة 5 سنوات و8 أشهر من تاريخ إيقافها، مع وقف تنفيذ عامان و10 أشهر من العقوبة المقررة وذلك حسب نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله الذي تعمل المحكمة الجزائية المتخصصة على أساسه، وفي 10 فبراير 2021، أعلنت أسرة لجين الهذلول عن إطلاق سراحها، نجحت لجين الهذلول بعزيمتها وإصرارها لتواصل نشاطها بذات الإرادة التي كانت عليها، ولم تثني عزيمتها الاعتقالات المتكررة.