كيف ننصر د. سلمان العودة؟
الدكتور سلمان العودة هو أحد أبرز الدعاة في العالم الإسلامي الذين، لديه حضور في منصات التواصل الاجتماعي، والإعلام المرئي، ويتابعه الملايين من الشباب من كافة أرجاء المملكة والبلدان الإسلامية.
تميز الدكتور العودة بدعوته اليسيرة التي تجمع ما بين العلم والبصر بالواقع، وسعى من خلال دعوته إلى تسليط الضوء على كثير من المفاهيم الاسلامية وربطها بالواقع الحالي، مما جعله قدوة يمشي على نهجه كثير من الشباب.
من هو العودة؟
ولد سلمان العودة في 14 ديسمبر 1956، في قرية البصر الصغيرة الواقعة غرب مدينة بريدة في منطقة القصيم، حاصل على ماجستير في السنة بعنوان “الغربة وأحكامها “، وحصل بعدها على الدكتوراه في السنة بعنوان ” شرح بلوغ المرام / كتاب الطهارة”، ويعد العودة من أبرز ممن كان يطلق عليهم مشايخ الصحوة في الثمانينيات والتسعينيات.
عمل الدكتور العودة كمشرف عام على مجموعة الإسلام اليوم، وعضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشغل منصب الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ودرس في المعهد العلمي في بريدة، وأصبح أستاذا في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم قبل إعفائه من مهامه التدريسية لأسباب سياسية.
وكانت له مكانة واسعة على التلفاز ببرامج عديدة، كبرنامج أول اثنين على قناة المجد، وبرنامج حجر الزاوية على قناة إم بي سي، وبرنامج إشراقات قرآنية على قناة دليل الفضائية، وغيرها من البرامج التي كان يشاهدها الملايين.
اعتقالات متكررة
كان الدكتور سلمان العودة وعدد من دعاة المملكة من بين الموقعين على خطاب المطالب الذي شمل المطالبة بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي بعام 1991.
وشكل نقد العودة للمملكة على خلفية تعاونها مع الولايات المتحدة في حرب الخليج بداية بروزه، ففي سبتمبر 1993 منع العودة من إلقاء الخطب والمحاضرات العامة، وفي 16 اغسطس 1994 اعتقل العودة ضمن سلسلة اعتقالات واسعة شملت رموز الصحوة، ليمكث في الحجز الانفرادي بسجن الحائر الى عام 1999.
وكان اعتقاله الأخير في تاريخ 10 سبتمبر 2017 بعد نشره تغريدة على حسابه بموقع تويتر “يدعو فيها الله للتأليف بين قلوب ولاة الأمور لما فيه خير الشعوب”، و لم تفصح الحكومة عن مكان اعتقال العودة أو المسار القضائي لقضيته.
وتدهورت حالته الصحية بعد أشهر من اعتقاله وتم نقله إلى مستشفى بمدينة جدة، وكان قد نُشر في 18 يناير 2018 أخبارا عن وفاته في محبسه إثر تعرضه للتعذيب، لكن هذه الأنباء تم نفيها على لسان ابنه الذي أقر نقل والده إلى المستشفى دون أية تفاصيل، وبحلول الرابع من سبتمبر 2018 انتشرت الكثير منَ الأخبار التي تُفيد بأنّ النيابة العامّة السعودية قد طالبت بإعدام الشيخ العودة وذلكَ بعدما وجّهت له 37 تهمة بما في ذلك اتهامات تتعلقُ بالإرهاب فيما لم يصدر أي تأكيد أو نفي لهذا الخبر من الجهات الرسميّة المعنية بالأمرِ.
كيف ننصر العودة؟
بعد مضي سنوات على اعتقال العودة الذي كان دعا من خلال تغريدة له أن يجمع قلوب الحكام على ما ينفع شعوبهم، طالباً بذلك وحدة الصف وعدم الفرقة، والحفاظ على استقلال المملكة من الأطماع الخارجية، والحرص على خيراتها، فإن المملكة يتوجب عليها الاستفادة من شخصية إصلاحية وداعية مؤثر له جمهور في النهوض بالمملكة وإصلاح الوضع العام فيها.
وتعتبر نصرة الدكتور العودة وأمثاله من معتقلي الرأي الذين يحملون هم المملكة ويحرصون على أمنها وسلامها، أن يسمح لهم بممارسة حقهم في التعبير لأجل النهوض بالبلاد، كما يقع على عاتق المنظمات الحقوقية المحلية والدولية دور كبير في التعريف بقضية العودة وما يتعرض له من انتهاكات في سجنه، فضلا أنه يعاني من أمراض مزمنة وبحاجة الى عناية خاصة.
كما يتوجب على الصحافيين والعاملين في المجالات الإنسانية التعريف بمكانة العودة وخبرته العلمية والعملية في مجالات الدعوة والتدريس في كليات الشريعة وتصنيفه للعديد من الكتب التي تخدم المجتمع والدولة والأمة.
كما يقع على عاتق عائلة العودة دور هام في متابعة قضيته وطرق الأبواب وإطلاع الرأي العام على مستجدات القضية ومحاكمته من خلال التواصل مع الأمم المتحدة وبقية المنظمات الحقوقية والانسانية لتشكيل رأي عام يساهم في الإفراج عنه.
كما يبرز دور رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إطلاق الحملات التضامنية والتعريفية بقضايا المعتقلين من خلال تفعيل وسم خاص به وتداول مقاطعه التي كان لها الأثر في نهضة المجتمع السعودي، وكذلك دعوته للإصلاح.