كيف ننصر الناشطة الحقوقية “إسراء الغمغام”؟
قصة حقوقية مؤلمة من بين القصص الإنسانية التي لابد إلى التركيز عليها، فلم تكن الأولى، لكنها عكست بالفعل حقيقة كثير من الأسر التي فقدت أكثر من فرد من أفرادها؛ بسبب الاعتقال، فقضية إسراء الغمغام قضية حقوقية لابد من تسليط الأضواء عليها.
هي ناشطة حقوقية برزت خلال السنوات الأخيرة التي سبقت اعتقالها، والألم الذي زاد في هذه القضية، هو اعتقال زوجها معها، ليكون الجرح أكثر عمقا في حياة الأسرة.
من هي الغمغام؟
مواطنة سعودية وناشطة حقوقية بارزة، متزوجة من الناشط الحقوقي موسى الهاشم، مهتمة في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة في المملكة.
عرفت بنشاطها الحقوقي خلال السنوات التي سبقت عملية الاعتقال، حيث استمر صوتها لنصرة المظلومين داخل المعتقلات.
دخلت الحبس في ديسمبر 2015م، مع زوجها، على خلفية النشاطات الحقوقية والمسيرات والحملات التي شاركت فيها بدوافع الإصلاح الحقوقي في المملكة.
مواقف حقوقية
قالت إسراء الغمغام ذات يوم: “لنا أحباب يصبحون ويمسون خلف القضبان.. لن تضعفهم القيود”؛ وكانت هذه من بين التصريحات الشهيرة في مسيرتها الحقوقية.
لجأت إلى وسائل الإعلام من القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، لتوصل صوتها وصوت المظلومين داخل المملكة.
كما أنها وضعت بصمة مهمة وبالتعاون مع زوجها في المشاركات بالمسيرات السلمية التي كانت تدعو إلى الإصلاح وترسيخ العدالة والحقوق.
اعتقال ينتهك القانون
لم تدرك الغمغام أنها ستدخل الحبس كثمن لنشاطاتها الحقوقية، حيث تعرضت للاعتقال التعسفي مع زوجها موسى الهاشم في 6/12/2015م، بعد مداهمة منزلهما في القطيف.
وتعد هي وزوجها ضمن مجموعة واسعة من النشطاء الذين اعتقلوا لمشاركتهم فيما عُرف بانتفاضة الكرامة التي شهدتها منطقة القطيف في الفترة منذ 2011 وحتى 2016م.
ويعد احتجاز الغمغام انتهاكا صريحا للقانون الذي يشرّع حرية الرأي والتعبير السلمي، حيث دفع هذا الانتهاك منظمات دولية إلى إدانة اعتقالها، كما جاء في تصريح للعفو الدولية: “تدفع إسراء حريتها ثمناً للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والمساواة، وهي حالياً تواجه أشد العقوبات لمجرد نشاطها في الدفاع عن حقوق الإنسان”.
وكانت قد تعرضت الغمغام لتهم كيدية من قبل النيابة العامة واجهت على إثرها خطر عقوبة الإعدام، حيث دفع ذلك الأمم المتحدة إلى التحذير من مزيد من الانتهاكات بحقها، حينما دعت النظام السعودي لوقف أحكام الإعدام التي كانت تستعد النيابة العامة لفرضها على مجموعة من معتقلي الراي أبرزهم الناشطة إسراء الغمغام.
انتظار ممل للخلاص
وتستمر معاناة معتقلي الرأي الأبرياء داخل زنازين النظام الحالي، حيث يكابد المعتقلون، بما فيهم إسراء الغمغام، مرارة الاحتجاز التعسفي والحرمان والتضييق والانتهاكات والتنكيل والأحكام التعسفية بحقهم.
وبدأت تقاسي الغمغام معاناتها داخل الحبس تزامنا مع دخول زوجها المعتقل معها، ثم التهم الكيدية التي وجهها النظام بحقها، حتى دفع ذلك المحكمة الجزائية المتخصصة لتصدر حكم الحبس بحقها لـ 8 سنوات، ومنعها من السفر ذات المدة.
وتتواصل معاناة الغمغام داخل الحبس، منتظرة تدخل الجهات المعنية للضغط على النظام للتعجيل في الإفراج عنها وإنصافها واسترداد حقوقها التي سلبت بسبب الاعتقال.
وتكتمل نصرة المظلومين بمن فيهم الناشطة المعتقلة إسراء الغمغام، من خلال الدعوات المستمرة للإفراج عن المعتقلين، وكشف الانتهاكات التي تجري بحقهم ومعاناتهم داخل الحبس، بالإضافة إلى إبراز عطائهم الذي سبق الاعتقال.
وتقع مسؤولية نصرة الغمغام، على عاتق وسائل الإعلام والناشطين وذويها، وكذلك الهيئات والمنظمات المعنية في الداخل والخارج.