فوزان الحربي.. مسيرة حقوقية تنتظر الاستئناف
مسيرة حقوقية حافلة بالعطاء الوطني قدمها الناشط فوزان الحربي، خلال حياته، حيث عمل جاهدا إلى المطالبة بحقوق المواطن وكشف الفساد والدعوة للإصلاح.
تفاجئ الناشط فوزان الحربي بأن ثمن مسيرته الحقوقية كانت الاعتقال الطويل، حيث دخل المعتقلات قبل 9
أعوام بتهم فضفاضة.
حياة وعطاء
عرف عن فوزان الحربي بنشاطه الحقوقي وعطاءه الوطني واهتمامه في حركات الإصلاح التي ينتظرها البلاد والعباد في المملكة.
تعود مواليد الحربي إلى 1975م، في مدينة الرياض، حاصل على الشهادة الجامعية في الهندسة، وبرز نشاطه خلال العقدين الأخيرين في مجال الحقوق.
لعب دورا مهما في كشف خفايا تتعلق في فساد شخصيات مسؤولة بالدولة، وكان له حضور إعلامي مؤثر في المجال الحقوقي والسياسي.
نشاط متواصل
شارك الناشط فوزان الحربي في نشاطات حقوقية عديدة، أبرزها تأسيس جمعية حسم للحقوق المدنية والسياسية.
ظهر في فيديوهات مهمة يكشف فيها عن صفقات فساد وتقصير من قبل جهات حكومية معنية، وظل يطالب في ظهوره الإعلامي حقوق المواطنين والإصلاح وإنهاء الفساد.
لم تتوقف مسيرته وعطاءه في خدمة بلده وشعبه، حتى انتهى ذلك باعتقاله وسلب حريته.
قضية الاعتقال
تعرض فوزان الحربي للاعتقال التعسفي على يد عناصر أمن الدولة في 26 ديسمبر 2013 أواخر جلسة محاكمته الثانية أمام المحكمة الجزائية في الرياض، حيث أمر القاضي باعتقاله بدون إبداء الأسباب على الرغم من المطالبة المتكررة بذلك من قبل محاميه.
وبدأت التحقيقات تلاحقه منذ مايو 2013م، ثم اعتقال بعدها بأشهر، وظل قيد التحقيق في مقر هيئة التحقيق والادعاء العام.
واجه الحربي تهما كيدية عدة، كان من بين أبرزها التحريض على الخروج على ولي الأمر بنشر بيان يدعو إلى التظاهر، وتوقيع بيانات تتضمن تحريك الرأي العام ضد سلطات الدولة، ووصف نظام الحكم بأنه نظام بوليسي، واتهام القضاء وبعدم القدرة على تحقيق العدالة، والاشتراك في إنشاء جمعية غير مرخصة “حسم”.
وبعد قرابة العام من الاعتقال وتحديدا في 11 نوفمبر 2014م، أصدر القضاء بحقه حكما يقضي بالسجن لـ 10 سنوات تتلوها 10 سنوات إضافية منع من السفر، ولايزال معتقلا في سجن الحائر بالرياض.
انتظار الحرية
هي حياة صعبة يقاسيها فوزان الحربي وباقي الأبرياء الذين دخلوا المعتقلات الحكومية ظلما، لاسيما معتقلي الرأي الذين كانت تدور الاتهامات ضدهم بملفات تتعلق بالتعبير السلمي عن الرأي.
وتزداد الحاجة إلى نصرة قضيته وقضايا معتقلي الرأي بشكل عام، مع استمرار الاحتجاز الطويل والاعتقالات المتكررة.
فمن ذويه إلى المجتمع ووسائل الإعلام والصحفيين والمؤثرين في المجتمع، يحمل الجميع مسؤولية نصرة الحقوقي فوزان الحربي وباقي معتقلي الرأي الأبرياء.
وحول تحقيق أهداف الحرية التي ينتظرها الحربي وباقي معتقلي الرأي؛ فإن إيصال أصواتهم إلى الجهات الدولية ضرورة ملحة للتعجيل في حسم قضاياهم وإنصافهم والإفراج عنهم بلا مماطلة.