سليمان بن صالح الجربوع.. قضية تنتظر النصرة
يعد الشيخ سليمان بن صالح الجربوع، من معتقلي الرأي المنسيين في معتقلات النظام الحاكم في السعودية، حيث يقاسي ألم الاعتقال والتنكيل بعيدا عن الاهتمام الحقوقي من قبل الناشطين والإعلام، لتصبح قضيته من القضايا المنسية التي تستوجب تسليط الأضواء عليها لنصرتها.
وفي ظل تعقّد ملف معتقلي الرأي في المملكة، أصبح لابد للجهات المعنية، سواء في مؤسسات الدولة أو الهيئات والمؤسسات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، أو الناشطين وذوي الضحايا، أن يوحدوا خطابهم ويواصلوا مطالبتهم في نصرة قضية معتقلي الرأي في السعودية.
من هو الشيخ سليمان الجربوع؟
الشيخ سليمان بن صالح بن عبد العزيز الجربوع، أحد رجال الدين في المملكة ومثقفيها البارزون، وأحد الشخصيات التي وقعت ضحية للاعتقال والملاحقة والتنكيل من قبل النظام الحاكم في السعودية.
حصل على شهادة البكالوريوس عام 2007م، و شهادة الماجستير عام 2008م، فضلا عن شهادة الدكتوراه عام 2009م، والدبلوم العالي في “إرشاد نفسي وأسري”.
له خبرة بارزة في المجال التربوي والتعليمي لـ 15 عاما، وكذلك في الاستشارات النفسية الأسرية لـ 5 أعوام.
نشاط ثقافي متواصل
وكان لمسيرة الشيخ سليمان بن صالح الجربوع نشاطا ثقافيا خدم فيه الشعب والأمة، حيث حصد على عضويات كثيرة وكان من المنظمين للنشاطات التربوية والثقافية بمناطق مختلفة من المملكة.
حيث حصل على عضوية الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وكذلك عضوية الجمعية العلمية السعودية للطب النفسي بجامعة الملك فيصل بالأحساء، وعضوية رابطة الفقه الإسلامي.
أشرف على عدد من حلقات تحفيظ القرآن الكريم التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وألقى بعض الخطب والدروس والمحاضرات بالرياض وخارج الرياض وداخل المعتقلات الحكومية.
كما شارك في الاستشارات الأسرية في مشروع ابن باز الخيري، وألقى بعض الدورات التدريبية بمناطق مختلفة من المملكة.
الحياة السوداء داخل المعتقل
تعرض الشيخ سليمان -كباقي معتقلي الرأي-، للتنكيل الممنهج ولايزال يقاسي ألم التعامل السيء وتبعات التعذيب النفسي والجسدي، فضلا عن الحرمان داخل الحبس.
اعتقل عام 2016م، من دون مسوغ قانوني أو تهم واضحة ضده، حيث تعرض في السنتين الأولى من الاعتقال للإخفاء القسري، وبقي مخفيا داخل المعتقلات الحكومية بغياب المعلومات الكاملة عن أوضاعه ومكان احتجازه.
وبحسب التسريبات التي تناقلتها الجهات الحقوقية المعنية، فقد تعرض الشيخ سليمان للتعذيب الجسدي، لاسيما الصعق بالكهرباء، فضلا عن الحرمان والتعذيب الجسدي والعزل الانفرادي.
وانتهك النظام السعودي حقوقه المشروعة، من خلال الاعتقال الذي لم يتخلله تبرير قانوني، كما أن الإخفاء القسري الذي طاله يعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي، يضاف لذلك المماطلة المتعمدة في حسم قضيته تنتهك قانون الإجراءات الجزائية السعودي الذي يمنع إبقاء الأشخاص محتجزين لأكثر من 3 أشهر من دون محاكمة.
كيف ننصره؟
مع استمرار معاناة معتقلي الرأي، بمن فيهم الشيخ سليمان بن صالح الجربوع؛ أصبح ومن الضرورة الملحة أن يواصل ذووه في المطالبة بإطلاق سراحه وإنهاء معاناته، وكشف المستور حول ما يتعرض له داخل الحبس.
كما أن المسؤولية في نصرة قضيته تقع على عاتق المؤسسات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان في الداخل والخارج، فضلا عن الناشطين والإعلامين ووسائل الإعلام والمؤثرين في المجتمع.
وتأتي أدوات نصرة الشيخ سليمان وباقي معتقلي الرأي، من خلال اللجوء إلى السبل القانونية، وتسليط الأضواء على مكانة الشيخ الوطنية والثقافية وعطاءه الذي سبق الاعتقال.
بالإضافة لذلك، فإنه لابد من مواصلة رفع الأصوات الحرة المطالبة بنصرته وإطلاق سراحه، وكشف كل ما يتعرض له داخل الحبس من حرمان وانتهاك لحقوقه.