زايد البناوي.. الضابط المتقاعد الذي ينتظر الحرية
يعد الضابط السابق في المملكة زايد البناوي، من الشخصيات العسكرية المؤثرة التي لعبت دورا مهما في كشف المؤامرات التي كانت تحدق بالمملكة.
وتحوّلت حياة البناوي من ضابط استخباراتي برتبة مرموقة في الدولة السعودية، إلى متقاعد ومعتقل يقاسي الأمراض والحرمان والتنكيل داخل معتقلات النظام.
من هو البناوي؟
عُرف عن العسكري والسياسي زايد البناوي باهتمامه الكبير في الشؤون العسكرية والسياسية، حيث درس في هذا المجال بدافع الروح الوطنية التي يسعى من خلالها إلى خدمة المملكة وشعبها.
فلم يكن مجرد ضابط يقوم بالخدمة لساعات عمله، لكنه اهتم بشأن المملكة والمسار الذي سارت عليه، وحاول رصد المخاطر التي تجر البلاد إلى سيناريوهات خطيرة.
عُرف بذكائه وخبرته العسكرية الطويلة، حيث كان يتمتع بروح عسكرية وسياسية ووطنية معا، فقد خدم في السلك العسكري الاستخباراتي لسنوات عدة، حتى جاء اعتقاله لينسف كل العطاء الذي قدمه، عبر الاعتقال التعسفي.
مواقف وطنية
وضع البناوي بصمة وطنية مؤثرة ومهمة في المملكة، حيث كشف عن المؤامرات التي كانت تحاك ضد المملكة، وعمل جاهدا إلى توعية الشعب في تلك المخاطر، ودعوة النظام لتداركها.
كان البناوي يقرأ السيناريوهات التي تجرها الأحداث والمجريات في المنطقة، والسلوك الذي كان يسير عليه ابن سلمان في إدارة شؤون البلاد، وملف دول الجوار، بما فيها اليمن.
قدّم تقارير عديدة خلال خدمته في الدولة، حول الفساد الذي كان ينخر ببعض الدوائر الحكومية، من خلال مستشار ولي العهد بعدما أعلن عن استقبال قضايا الفساد لمحاسبة مرتكبيها، لكنه ما لبث أن تم منعه من دخول مكتبه ثم إجباره على الاستقالة من العمل.
قصة اعتقال
قصة اعتقال الضابط المتقاعد زايد البناوي، من القصص البارزة والمؤلمة في الوقت ذاته، حيث تحولت حياته من ضابط عسكري مؤثر ويمتلك روح وطنية وفِطْنة سياسية، إلى رجل معتقل ومحروم من حقوقه يقاسي ألم الاحتجاز.
اعتقله النظام يوم 12 سبتمبر 2017م؛ على خلفية مواقفه الوطنية، لاسيما الفيديوهات الشهيرة التي كان يظهر فيها ليكشف عن المؤامرات التي تحاك ضد الدولة، فضلا عن نصائحه التي جاءت بدافع وطني ووجهها للنظام لتدارك السيناريوهات الخطيرة المتوقعة.
استمر النظام في احتجازه منذ ذلك الحين، وحرم ذويه من لقاءه أو الاتصال به أو توكيل محامي للتعجيل في حسم قضيته، حيث لاتزال أوضاعه غامضة داخل المعتقل، ومصيره مجهول.
انتهاكات صريحة
حاله حال باقي معتقلي الرأي الذين حرموا من حقوقهم كمعتقلين، فقد يعتبر ملف اعتقال البناوي من الملفات التي انتهكت حقوق الإنسان والقوانين المحلية منها والدولية.
حيث تنص المادة 2 من نظام الإجراءات الجزائية السعودي، على أنه، يُحْظَر إيذاء المقبوض عليه جسديًا أو معنويًّا، ويُحْظَر كذلك تعريضه للتعذيب أو المعاملة المهينة للكرامة، في حين واجه كل تلك المعاملة والانتهاكات خلال اعتقاله.
كما جاءت المادة 30 من نظام الإجراءات الجزائية السعودي، أنه يجب أن يعامل الموقوف بما يحفظ كرامته ولا يجوز إيذاؤه جسديًا أو معنويًا ويجب إخباره بأسباب توقيفه ويكون له الحق في الاتصال بمن يرى إبلاغه.
ويمنع نظام الإجراءات الجزائية استمرار احتجاز أي فرد لم تثبت ضده أي تهمة لمدة تزيد عن 6 أشهر، في حين لايزال البناوي يقاسي ألم الاحتجاز بلا حسم لقضيته من قبل القضاء.
كيف ننصر البناوي؟
بكشف ملابسات اعتقاله، والانتهاكات التي يتعرض لها، ومواقفه الوطنية التي حرص على تقديمها؛ ننصر قضية الضابط المعتقل زايد البناوي.
حيث يتحمل مسؤولية نصرة الأبرياء المعتقلين، بمن فيهم البناوي؛ كل مواطن وكل مؤسسة إعلامية وحقوقية وحكومية، لرد العطاء والمواقف الوطنية التي كان يتمتع بها.
كما يتحمل النظام مسؤوليته الكاملة لمصير البناوي، وما يتعرض له اليوم من انتهاكات وحرمان صريح لحقوقه داخل المعتقل.
ويقع على عاتق ذويه، مسؤولية كبرى في كشف المستور لما يتعرض له معتقلهم داخل المعتقلات، والسعي لإيصال قضيته للعالم، عبر الإعلام والمؤسسات الإعلامية والمنظمات، وكذلك الناشطين والمؤثرين.
هي قصة مؤلمة سلبت حقوق مواطن كفوء، وحوّلت حياة أسرة بكاملها إلى كابوس، بسبب المصير المجهول الذي ينتظره، في ظل تجاهل واضح من قبل الجهات الحكومية المعنية في حسم قضيته.