رحلة في الدعوة والتأليف والتدريس.. كيف ننصر الدكتور ناصر العمر؟
الدكتور ناصر العمر، هو داعية إسلامي، وكاتب وأكاديمي، وله الكثير من المؤلفات والبرامج الدعوية المؤثرة، اشتهر في مجال الدعوة، ومشروع التدبر بالقرآن، وأصبحت له شعبية كبيرة في المملكة ودول الخليج العربي.
محطات في حياة العمر
ولد العمر في 1372هــ / 1952م، في قرية المريدسية التابعة لمدينة بريدة، بمنطقة القصيم، يرجع نسبه لقبيلة بني خالد المعروفة، وأنهى دراسته الثانوية 1970، من معهد الرياض العلمي، وأنهى دراسته الجامعية من كلية الشريعة بـ 1974، اختير معيداً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بكلية أصول الدين، قسم القرآن وعلومه، حاصل على ماجستير ودكتوراه من كلية أصول الدين، قسم القرآن وعلومه بين عامي 1979 – 1984.
عُيّن العمرُ أستاذاً مساعداً في قسم القرآن وعلومه بـ 1984، ثم رقي لدرجة أستاذ مشارك بـ 1989، ثم رقي لدرجة ” بروفيسور ” بـ 1993.
تتلمذ العمر على أيدي عدد من المشايخ، كالشيخ عبد العزيز بن باز، فقد لازمه مل بين عامي 1404هــ و1415هــ، والشيخ صالح السكيتي، والشيخ صالح البليهي، والشيخ حمد المحيميد، والشيخ فالح بن مهدي الدوسري، والشيخ محمد بن عبد الله العجلان، والشيخ كمال أنيس قرأ عليه القرآن برواية حفص وحصل على إجازة منه.
عمل العمر رئيسا للهيئة العالمية لتدبر القرآن، والأمين العام لرابطة علماء المسلمين، وشغل وكيل كلية أصول الدين بجامعة الإمام للدراسات العليا سابقاً، ووكيل قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام، وعضو مجلس عمادة شؤون الطلاب بجامعة الإمام، وعضو مجلس الدعوة بجامعة الإمام سابقاً.
وألف الدكتور العمر أكثر من 40 كتاباً ورسالة في مجالات متنوعة في الشريعة، ومن أبرزها تحقيق كتاب البرهان في متشابه القرآن، لمحمود بن حمزة الكرماني، وحقق العمر كتاب لباب التفاسير من سورة الفاتحة إلى آخر سورة النساء لمحمود الكرماني،
وكانت معظم مؤلفاته تدور حول القرآن وعلومه ككتاب العهد والميثاق في القرآن الكريم، والوسطية في ضوء القرآن الكريم، وسورة الحجرات – دراسة تحليلية وموضوعية، وآيات للسائلين، وإشراقات سورة الكهف.
اعتقال وتحقيق
تعرض الدكتور ناصر العمر للاعتقال عام 2018 وكان حسابه قد توقف عن التغريد في تويتر منذ اغسطس من نفس العام، ليلتحق العمر بقائمة طويلة من معتقلي الرأي في إطار الحملة المستمرة ضد الناشطين والمصلحين والحقوقيين في البلاد.
ويعود سبب الاعتقال لصور العمر مع أمير قطر السابق حمد بن خليفة والحالي تميم بن حمد، وكذلك بسبب تهمة صلته ببعض الجماعات الدينية، بينما يشير البعض أن سبب الاعتقال هو تغريداته الأخيرة التي كانت تتحدث عن التحولات الاجتماعية في البلاد.
يشار إلى أن النظام قد استدعى العمر للتحقيق، في أيلول 2017، الفترة التي شن فيها النظام حملة اعتقالات ضد عدد من المصلحين والأكاديميين والناشطين.
محاكمة وتنكيل
وقضت المحكمة الجزائية التابعة للنظام بالسجن 10 سنوات بحق العمر، وكان العمر قد اعتقل قبل أربعة أعوام من المحاكمة، وقد أبلغ العمر قاضي المحكمة الجزائية المتخصصة بوجود عفو خاص لديه من الملك، إلا أن القاضي أبلغه بأن هذا العفو لا يشمل تغريدات قديمة له، واستضافة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سابقا خالد مشعل.
ويعاني العمر في السجن من الإهمال الصحي المتعمد والتغييب القسري، وعدم التواصل مع ذويه، فضلاً عن الاعتقال التعسفي مع وجود عفو ملكي بحقه، لم يشفع له من عقوبة السجن 10 سنوات.
نصرة العمر
يعد العمر من الوجوه الدعوية المهمة والمؤثرة في السعودية، ويتابعه على منصة توتير 6 مليون، وله جمهور كبير في الأوساط الثقافية والإسلامية، وكان العمر من العاملين على تفعيل القرآن في الحياة من خلال برامج التدبر في القرآن والمؤلفات العديدة التي ألفها حول القرآن وعلومه، وله دور كبير في العمل على حفظ أمن المملكة وسلامتها من التيارات التكفيرية، وسلامة البلاد من الأخطار المحيطة بها، والاعداء الذين يتربصون بأمنها وسلامتها.
وينبغي على الدعاة العاملين في المؤسسات الدعوية والقرآنية التي كان العمر يعمل فيها، ما بين التدريس والوعظ والتأليف، القيام بواجبها الشرعي والأخلاقي تجاه العمر ومخاطبة النظام بالإفراج عنه.
فيما يتوجب على المؤثرين بإظهار مزايا وأثر العمر وجهوده الإصلاحية في البلاد، وتسليط الضوء على المعاني الإيجابية والقيمية التي كان يبثها العمر بين الشباب السعودي، ونشر تغريداته المؤثرة والمفيدة، وإظهار دوره في منصات التواصل الاجتماعي.
ويقع الدور الأكبر على المنظمات الإنسانية بالوقوف مع قضية العمر، والضغط على النظام للإفراج عن العمر، وبقية زملائه من معتقلي الرأي، وبيان الانتهاكات التي يتعرض لها في سجون النظام.
ويعتبر الدور الأهم هو ما يقع على ذوي العمر وعائلته من الوقوف بجانب قضيته، وطرق أبواب المنظمات الحقوقية والإنسانية لأجل إطلاق سراحه.