على مدى 4 أعوام شغلت قضية معتقلي الرأي في السعودية المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية العالمية، فيما تستمر معاناة ذوي المعتقلين الذين تُغيّب عنهم أخبار أبنائهم ومصيرهم المجهول.
حيث كشفت الناشطة الحقوقية أريج السدحان أن المسؤولين مازالوا يمنعوننا من إجراء أي مكالمات أو زيارات لأخيها عبد الرحمن المعتقل في سجن الحائر بالرياض.
واتهمت السدحان، المسؤولين بنشر معلومات خاطئة حول أوضاع المعتقلين داخل السجون عبر نفي حدوث عمليات التعذيب، معبرة عن قلقها حول هذه المعلومات.
زيارة للترويج
ويأتي حديث الناشطة أريج السدحان عقب نشر شبكة CBS الأمريكية، تقريراً تناولت فيه الأوضاع داخل “سجن الحائر”، بعد حصولها على موافقة من السلطات لزيارة السجن، حيث نقلت الشبكة عن مسؤولي السجن قولهم “إنهم قاموا بإحداث ما أسموه “ثورة” داخل السجن في محاولة لإصلاح السجناء بالموسيقى والرياضة”.
وعبرت السدحان، عن صدمتها للصورة التي حاول التقرير ترويجها لواحد من أسوأ السجون في المملكة، الذي تعرفه مئات أسر السجناء السياسيين والمنظمات غير الحكومية.
وقالت إن جناح السجن الذي سُمح للشبكة بزيارته مُعد خصيصًا لوسائل الإعلام، متساءلة “لماذا يسمح المسؤولين لكم بدخول سجن الحائر مع استمرار رفض زيارة المنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان؟”.
وحول قضية شقيقها عبدالرحمن توجهت السدحان للفريق الإعلامي الذي زار السجن بالسؤال قائلة “هل زرتم أخي في محبسه الانفرادي؟ وهل سألتم المسؤولين لماذا حُكم على أخي العامل في المجال الإنساني في محكمة الإرهاب بالسجن 20 عام؟” لافتة إلى أنه يتم حرمانه من حقوق التمثيل القانوني وحتى من حق الاستعداد للاستئناف، فضلاً عن عن المحاكمة الصورية السرية.
عائلة العودة
من جانبه قال الناشط الحقوقي د. عبد الله العودة إن والده الدكتور سلمان العودة، أكمل في “سجن الحائر” الآن 4 سنوات في الحبس الانفرادي، حيث فقد سمعه وبصره بسبب سوء المعاملة، مضيفا أن عائلته تحتاج عدة أشهر ومراجعات كثيرة من أجل الحصول على موافقة للزيارة.
واعتبر الدكتور عبد الله زيارة شبكة CBS إلى سجن الحائر سيئ السمعة بأنها ترويج لدعاية “التغيير”، في حين تحرم عوائل المعتقلين من الزيارة.
وانتقد العودة تقرير الشبكة الأمريكية الذي لم يقم بزيارة لواحد من مئات من معتقلي الرأي في سجن الحائر، واصفاً السجن بأنه أحد أسوأ السجون في المملكة.
يذكر أن ذوي المعتقلين اشتكوا مراراً من أبنائهم داخل “سجن الحائر” يعانون من تردي الوضع الصحي، بجانب الاكتظاظ الذي يشهده السجن في ظل انتشار فيروس كورونا، خاصة بعد الإعلان عن إصابة بعض معتقلي الرأي داخل السجن.
كما وتعاني عوائل المعتقلين والمعتقلات “بسجن الحائر” من منعهم من زيارة أبنائهم وبناتهم بالاضافة إلى حرمانهم من التواصل عبر الهاتف، ما زاد من مخاوف تلك العوائل حول مصير ذويهم.
ويأتي هذا التقرير في ظل مطالبات لذوي المعتقلين بضرورة الكشف عن مصير أبنائهم وبناتهم الذين مرّ على اعتقالهم زمن طويل، وسط مطالبات بالإفراج عنهم ورد الاعتبار لهم على ما عانوه داخل السجون بعيداً عن عوائلهم.