الدكتور خالد العجيمي.. مسيرة إنجازات أوقفها الاعتقال
الدكتور خالد العجيمي الذي يعاني الاعتقال اليوم، هو أحد الشخصيات الدعوية البارزة التي وضعت بصمة مهمة في الدعوة إلى الخير والصلاح، والمشاركة في نشاطات خيرية وإغاثية ودينية، سعيا منه لدعم واقع المجتمع وإصلاحه خدمة للأمة وشعب المملكة.
مسيرة علمية ومنجزات وطنية
لعب الدكتور خالد العجيمي دورا هاما في مسيرة حياته، لدعم القضايا الوطنية والإصلاحية في البلاد، ففي ظل الأفكار المعتدلة والإصلاحية التي يحملها عقله، واستثمار العلم والثقافة التي يتمتع بها، كان له حضور مؤثر على مستوى البلاد.
وتشهد العديد من المؤتمرات ذلك الحضور الذي حرص الدكتور العجيمي على تأديته، كما له مشاركات واسعة في الندوات الفكرية والنشاطات العلمية على مر سنوات عديدة.
يعتبر الدكتور العجيمي من بين أبرز الشخصيات التي لعبت دورا هاما في مجال النشاط الخيري والإغاثي، حيث يعد أحد أبرز مؤسسي العمل الإغاثي والإنساني والخيري في السعودية، كما لعب دورا هاما في إنشاء مؤسسات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى البلاد.
وبجانب النشاط العلمي والديني الذي حرص على تأديته، كان للدكتور العجيمي دورا بارزا في النشاط الإغاثي، من حيث إغاثة المحتاجين والمتعففين في الداخل والخارج، وكان لنشاطه الفكري حضورا بارزا في دعوة المجتمع إلى الوسطية ونبذ التطرف.
مناصب خدم فيها الأمة
يعد الدكتور خالد العجيمي أستاذا سابقا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حصل على شهادة الدكتوراه في النحو والصرف من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما أنه عضو مجلس أمناء الندوة العالمية للشباب الإسلامي ورئيس لجنة افريقيا، و الأمين العام المساعد للحملة الإسلامية العالمية لمواجهة العدوان.
وهو عضو في المجالس العليا للعديد من الجامعات العلمية، ومن أوائل المساهمين في إثراء جلسات الحوار الوطني التابع لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
مسيرة أنهاها الاعتقال
رغم المسيرة الحافلة بالإنجازات والعطاء والنشاط الخيري والإغاثي والفكري والثقافي، إلا أن ذلك لم يمنع أجهزة النظام من اعتقاله وتقطيع سلسلة النشاطات والعطاء الذي اتسمت به حياته خدمة للوطن والأمة.
فقد تعرض الدكتور خالد العجيمي للاعتقال التعسفي على يد عناصر أمن الدولة في يوم 13 سبتمبر 2017م، ضمن حملة اعتقالات واسعة شهدتها المملكة، واستهدفت نخبة من الدعاة والمفكرين والناشطين.
وواجه الدكتور العجيمي أحكاما تعسفية جائرة، وفق اتهامات كيدية لُفقت بحقه بلا مسوغ قانوني، وتعرض خلال فترة احتجازه لظروف صحية خطيرة، ما دفع السلطات لإطلاق سراحه لفترة لـ 3 أشهر، ثم أعيد في الحبس مجددا.
وأفرج عنه خلال أغسطس 2021م، بسبب تدهور حالته الصحية، ثم أعيد اعتقاله مجددا خلال نوفبر 2021م، حيث واجه خلال فترة حبسه للمراقبة والتجسس الصريح، فقد وضعت السلطات سوارا في رجليه لتتبع حركاته، ليعتقل مجددا بسبب خروجه من المنزل.
كيف ننصر قضيته؟
للإنسان كرامة وحقوق وحريات شرعتها الأديان السماوية، والقوانين البشرية، ومع هذا فلابد للبشرية أن تنتصر لضحايا انتهاك تلك الحقوق والحريات، ومن واجب مجتمعاتنا العربية والإسلامية، أن تتحد في مواجهة الظلم وإنهاء الاستبداد والاعتقال.
ولعل قضية الدكتور خالد العجيمي من القضايا الإنسانية التي تتطلب إلى بذل الجهود والمساعي لنصرة قضيته، فمواقفه الإنسانية والخيرية والدعوية تتطلب إلى إنصافه ومراعاة مكانته الوطنية وما قدمه للأمة.
فمن الأهل والأقارب، إلى المجتمع والناشطين والمشاهير، وحتى وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان؛ تقع المسؤولية على الجميع في مناصرة قضية الدكتور خالد العجيمي.
ومن أبرز الوسائل التي لابد أن تتوفر في مسيرة مناصرة الدكتور خالد العجيمي، إبراز مكانته الوطنية والعلمية والثقافية والخيرية، والعطاء الذي اتسم به في حياته قبل الاعتقال، والتركيز إعلاميا على حضوره الذي سبق الاعتقال، وتبعات احتجازه خلال الأعوام الأخيرة.
كما يتوجب على النظام أن يراجع سلوكه القمعي في احتجاز الكفاءات الوطنية، وأن يسّرع في الإفراج عنه، فهو يعاني من الحرمان وانتهاك الحقوق، في ظل كبر سنه والأمراض المزمنة التي يتعرض لها، بجانب غياب الشفافية حول أوضاع معتقلي الرأي في معتقلات الحكومة.