الصحفية زانة الشهري.. كيف ننصر الأقلام الحرة من ظلمة المعتقلات؟
بعد أن كفلت القوانين السماوية والبشرية حرية الرأي والتعبير والكتابة، كانت الكاتبة والصحفية زانة الشهري، أحد الأقلام الحرة التي تفرغ من مخيلتها ما يدور فيها في ورق وطني يهدف إلى الإصلاح والتوعية.
لكن! لم تستمر تلك الحرية التي كانت تتمتع بها الكاتبة زانة، حتى قيّدت خلف زنازين المعتقلات الحكومية، وكبّلت يداها التي كانت تمسك القلم.
من هي زانة الشهري؟
مواطنة سعودية كاتبة وصحفية ومترجمة، عملت بصفة كاتبة في مجلة العصر الصحفية، ولها كتابات عديدة في مجال الصحافة بشكل أساسي، بالإضافة إلى كثير من المجالات الأخرى التي كانت تعكس هواياتها الحرة في الورق.
وبحكم اختصاصها الإبداعي في مجال الكتابة والتحرير، فقد وضعت بصمة مهمة في السعي للإصلاح الفكري والتوعية الوطنية، والتعبير عن رأيها الحر في مجال الحقوق والحريات والوطن.
وتخللت كتاباتها الوطنية إبداء الرأي في الربيع العربي وأثره الإيجابي على واقع المملكة، كما سلطت الأضواء في عدد من كتاباتها على واقع المملكة والإصلاح الذي ينتظره النظام الحالي.
اعتقال يكسر القلم
وفي ظل الملاحقة والمضايقة التي يعاني منها كثير من فئات المجتمع في المملكة العربية السعودية، من الناشطين والصحافيين والكتاب والمؤثرين في المجتمع؛ دفعت الكاتبة زانة الشهري ثمن كتاباتها الحرة الوطنية ليقاد بها إلى المعتقل.
حيث اعتقلت عناصر أمن الدولة الكاتبة زانة في نوفمبر 2019م، ضمن سلسلة الاعتقالات التي يمارسها النظام بحق المعبرين عن آراءهم الحرة والوطنية.
وجاء اعتقالها من قبل أمن الدولة؛ على خلفية تعبيرها عن رأيها وإبداء اعجابها ودعمها الصريح للربيع العربي الذي شهدته كثير من الدول العربية، ودعوتها للإصلاح الحقيقي واستثمار الربيع العربي لصالح المملكة وشعبها.
كما أن من بين أبرز الأسباب التي دفعت النظام لاعتقال الكاتبة زانة، هي دعوتها للإصلاح السياسي والنظام الذي يعاني كثيرا من الإخفاقات، بالإضافة إلى الملكية الدستورية.
معاناة وتنكيل
لم تسلم الكاتبة زانة من التنكيل الممنهج الذي يمارسه السجانين داخل زنازين الظلم في المعتقلات الحكومية، حيث الحرمان وسوء المعاملة والوحشة النفسية جعلتها تكابد مرارة الاعتقال التعسفي خلف الزنازين.
وتواجه زانة الشهري كثير من الانتهاكات داخل الحبس، من بين أبرزها الحرمان من التواصل مع ذويها، ومنع الزيارات، فضلا عن سوء المعاملة والإهمال الصحي والتعذيب النفسي الذي زاد من تدهور وضعها داخل المعتقل.
كيف ننصر زانة الشهري؟
أدوات عديدة يمتلكها الشعب السعودي والجهات المعنية المحلية منها والدولية، لنصرة المظلومين داخل المملكة، حيث تقع المسؤولية لنصرة قضية معتقلي الرأي -ومن بينهم زانة الشهري-؛ على عاتق الجميع بلا استثناء.
ومن كشف مواقفها الوطنية والإصلاحية وسلوكها السلمي في التعبير عن الرأي، إلى المعاناة التي تكابدها داخل الحبس، والمطالبة بإطلاق سراحها باستمرار؛ تكتمل أدوات النصرة الحقيقية لزانة الشهري وكل المعتقلين الأبرياء.
حيث تقع المسؤولية الأولى على النظام الحاكم في نصرة قضية الكاتبة زانة وكل الوطنيين في المعتقلات، كما أن للمؤسسات الحقوقية المحلية منها والدولية، مسؤولية مهمة في المطالبة بإطلاق سراحها بلا مماطلة وتأجيل.
ويتحمل المجتمع والناشطين والمؤثرين في المجتمع ووسائل الإعلام وذوي المعتقلين، أن يقفوا بإصرار ووحدة للمطالبة ونصرة قضية الكاتبة والصحفية زانة الشهري وكل معتقلي الرأي في المعتقلات الحكومية.