من بين الكفاءات التي وضعت بصمات مهمة في التوعية والإصلاح، أصبح اليوم مكبلًا بقيود حكومية بلا ذنب أو تهم أو مسوغ قانوني.
الدكتور عمر بن عبدالله المقبل أحد الدعاة السعوديين المعروفين، وُلد في شهر رمضان عام 1971م، حاصل على شهادة الدكتوراه في السنة النبوية من جامعة الإمام بالرياض.
دخل المعتقلات الحكومية خلال سبتمبر 2019م، ولايزال يقاسي ألم الاعتقال بعيدا عن أهله وأحبابه.
شهادات علمية
أنهى دراسة البكالوريوس عام 1993م، من كلية الشريعة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم (سابقاً) والتي صارت بعد ذلك ضمن جامعة القصيم، وعيّن معيداً في نفس الكلية.
حصل على الماجستير في السنة النبوية، عام 2001م، وكانت أطروحة البحث بعنوان: زوائد السنن الأربع على الصحيحين في أحاديث الصيام، جمعاً وتخريجاً ودراسة من كلية أصول الدين، بجامعة الإمام بالرياض، وهو مطبوع في مجلدين، ونشرته مكتبة التدمرية.
حصل على الدكتوراه في ذات التخصص عام 2006م، وكانت الأطروحة بعنوان: منهج الحافظ أبي عبدالله ابن منده في الحديث وعلومه، دراسة موازنة، من كلية أصول الدين، بجامعة الإمام بالرياض، ونشرتها مكتبة دار المنهاج.
كفاءة وعطاء
وعرف على الدكتور عمر المقبل التحصيل العلمي الكبير والعطاء المتواصل الذي استمر ولم ينقطع حتى اعتقل خلال السنوات الأخيرة.
أخذ العلم على يد مجموعة من العلماء والمشايخ الأتقياء، مثل الشيخ محمد أويس بن طماس خان، و الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، وكذلك فضيلة الشيخ يحيى بن عبدالعزيز اليحيى، و الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز، وفضيلة الشيخ د. إبراهيم بن عبدالله اللاحم، وغيرهم كثير.
وله أعمال علمية ومؤلفات وتحقيقات تصل لأكثر من 15 مادة، ومن بينها، انتشار الأحاديث الضعيفة في وسائل الاتصال المعاصرة، الأسباب ، المظاهر، العلاج، دراسة تطبيقية على الجوال والإنترنت، بحث محكم ، طبعته دار الصميعي بالرياض، وكذلك الأحاديث الواردة في اسم المحسن (بحث محكم)، والجمود على ظاهر لفظ الحديث النبوي، دراسة نقدية، بحث محكم، مركز البحوث في كلية الشريعة – جامعة القصيم.
كما أن له نشاط غير منقطع على مر سنوات، حيث عمل أستاذا في قسم السنة وعلومها، وممثل قسم السنة في مجلس مناقشة خطط الدراسات العليا، كما ناقش وأشرف على عدد من الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراه، وشارك في عدد من الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، وكان نائبا لرئيس لجنة معرض النتاج العلمي لأعضاء هيئة التدريس، وحاصل على عضوية لجنة لإعداد دراسة عن أهداف ومهام كرسي السنة النبوية، فضلا عن عضوية لجنة الجودة بقسم السنة، وله مشاركات إعلامية في تقديم البرامج المتعلقة بالقرآن الكريم.
قصة الاعتقال
دخل الدكتور عمر المقبل المعتقل بلا ذنب أو جريرة، حيث جاء اعتقاله خلال حملات الاعتقال التي تنفذها عناصر أمن النظام.
وتعرض للاعتقال التعسفي في سبتمبر 2019م؛ على خلفية خطبة له انتقد فيها هيئة الترفيه وحذر من مخاطر المفاسد التي تنتجها الهيئة والمحاولات الساعية لتغيير هوية المجتمع.
وتعد قضية اعتقاله انتهاكا صريحا للقانون، حيث تنص القوانين المحلية والدولية على مشروعية حرية الرأي والتعبير السلمي.
حيث تنص المادة 116 من نظام الإجراءات الجزائية على أنه “يبلغ فورًا كل من يقبض عليه أو يوقف، بأسباب القبض عليه أو توقيفه، ويكون له حق الاتصال بمن يراه لإبلاغه، ويكون ذلك تحت رقابة رجل الضبط الجنائي”.
وفي المقابل، دخل الدكتور عمر المقبل السجن بلا تهم واضحة أو تبرير قانوني، كما تعرض للتضييق في التواصل مع ذويه.
نصرة واجبة
ويتحمل النظام مسؤوليته الكاملة حول مصير الدكتور المعتقل عمر المقبل، وعليه أن يعجل في حسم قضيته بلا مماطلة أو تأجيل.
كما يتوجب على ذويه أن يكشفوا عن ما يتعرض له المقبل داخل الاعتقال من تضييق وانتهاكات، والسعي المتواصل للمطالبة في إطلاق سراحه.
وتنتظر قضية المقبل وقفة المجتمع ووسائل الإعلام والناشطين والصحفيين والهيئات والمنظمات المعنية، في نصرة قضيته، من خلال إبراز مكانته العلمية ومواقفه الوطنية وعطاءه التوعوي، بغية التعجيل في حسم القضية وإطلاق سراحه.