مع استمرار معاناة معتقلي الرأي في السجن، والانتظار الطويل في الحصول على الحرية المطلقة، والتي ينتظرها كل بريء داخل زنزانته بمن فيهم المعتقل الدكتور حمزه السالم؛ أصبح لابد من تدخل جميع الأطراف التي لها التأثير القوي، لنصرة قضيتهم بلا مماطلة أو تأجيل.
من هو السالم؟
حمزه بن محمد السالم من مواليد 1965م، وهو من الشخصيات السعودية الاقتصادية والأكاديمية، حيث عرف على ذكاءه ونباهته.
ولد في مدينة الدرعية، ونشأ في مكة المكرمة، وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية من كلية الملك خالد العسكرية عام 1985، ودرجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة كلارك عام 2002، والدكتوراه في الاقتصاد عام 2005.
يعد السالم من كبار المنظرين الاقتصاديين في السعودية، وله صدام مع البنوك الإسلامية في مسائل القروض والفوائد البنكية.
مواقف مهمة
كما أن الدكتور سالم يعد مؤلفا وكاتب رأي في عدة صحف سعودية، وله عدة مؤلفات منها، اقتصاديات القرض والبيع واقتصاديات أصول فقه الزكاة واقتصاد من لا اقتصاد له والطلب على الاحتياطيات الأجنبية الدولية للدول المصدرة للطاقة.
عمل جاهدا لصالح البلد، من خلال تقديم النصائح الإصلاحية وانتقاد الفساد والثغرات التي تعاني منها المؤسسات الحكومية، لاسيما الاقتصادية منها.
حيث كان له حضور إعلامي بارز، فقد استخدم وسائل الإعلام من خلال اللقاءات والمشاركة في الندوات والمؤتمرات، بغية إيصال صوته الذي يطالب في إنقاذ واقع المملكة مما تعانيه من ظروف اقتصادية.
كما أنه استثمر مواقع التواصل الاجتماعي ليعبّر عن رأيه الحر في مجال اختصاصه، بدوافع الإصلاح ووضع بصمة مهمة لصالح البلد.
اعتقال تعسفي
لم يدرك الدكتور حمزه أنه سيدفع ثمنا باهضا لما قدمه من نصائح مهمة لأصحاب القرار في الدولة، حيث استمر في مسيرته الإصلاحية حتى انتهى به المطاف في المعتقلات الحكومية.
تعرض الدكتور للاعتقال على يد عناصر أمن الدولة في نوفمبر 2020م، بسبب تعبيره عن رأيه الحر، ليكون اعتقاله تعسفيا؛ بسبب غياب مبررات الاعتقال قانونيا.
وفي هذا السياق، تنص المادة الثانية من نظام الإجراءات الجزائية على أنه “لا يجوز القبض على أي إنسان، أو تفتيشه، أو توقيفه، أو سجنه، إلا في الأحوال المنصوص عليها نظامًا، ولا يكون التوقيف أو السجن إلا في الأماكن المخصصة لكل منهما وللمدة التي تحددها السلطة المختصة”.
انتهاك للقانون
لم تكن قضية الدكتور حمزه السالم استثنائية حول الانتهاكات التي يتعرض لها معتقلي الرأي في السعودية، فقد كان من بين ضحايا الانتهاكات التي يمارسها السجانون داخل السجن بحقهم.
فمن سوء المعاملة والاعتقال بلا مبرر قانوني، إلى التغييب القسري المتعمد، يبقى الدكتور حمزه يقاسي ألم الاعتقال في ظل انتهاك حقوقه التي نص عليها القانون.
ولاتزال الأخبار مقطوعة عن أوضاع الدكتور حمزه داخل السجن، وكذلك مكان احتجازه، وهو ما يزيد قلق ذويه وتنتهك حقوقه وحقوقهم كما نصت عليها القوانين المحلية منها والدولية.
كيف ننصره؟
إن نصرة المظلومين من المعتقلين لدى النظام، لا تتوقف على النظام والمؤسسات الحقوقية فحسب، بل يتحمل الجميع مسؤولية نصرة المعتقلين الأبرياء.
فمن ذوي المعتقلين والمجتمع، إلى المسؤولين والناشطين والإعلاميين، وكذلك الهيئات والمؤسسات والمنظمات المعنية؛ يتحمل الجميع مسؤولية نصرة معتقلي الرأي، بمن فيهم الدكتور حمزه السالم.
وتأتي نصرة قضية السالم، عبر كشف المستور حول ما يتعرض له من انتهاكات داخل المعتقل، إضافة إلى الاستمرار في المطالبة بإطلاق سراحه بلا مماطلة أو تأجيل.
وكذلك إبراز مكانته الوطنية والعلمية، ومواقفه وعطائه الذي سار عليه قبل الاعتقال؛ تعد أداة مهمة في نصرة قضيته والتعجيل في الإفراج عنه.