الداعية المعتقل الشاب محمد الجديعي.. قضية حقوق تنتظر الإنصاف
مع العطاء الذي اتسمت به مسيرته، والفكر الوسطي الذي سعى فيه للإصلاح؛ لم يدرك الشاب محمد الجديعي أنه سيدفع ثمن نشاطه الدعوي لينتهي به المطاف في المعتقلات الحكومية.
اختفي الجديعي خلف الزنازين وأُسكت صوته الحر، وغاب عن جمهوره وأهله بلا ذنب أو تهم واضحة من قبل النظام، لتبقى قضيته عالقة تنتظر النصرة والحرية.
علم وعطاء
يُعد الشاب محمد الجديعي من بين أبرز خريجي معهد الحرم المكي للدراسات الإسلامية، حيث أكمل دراسته الجامعية في العلوم الشرعية بجامعة أم القرى.
وظّف الجديعي العلم الذي حصل عليه، في مسيرة عطاء للمجتمع والأمة، فقد قدّم أروع المحاضرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما في السيرة النبوية وقصص الصحابة وحياتهم.
استطاع من خلال أطروحاته البسيطة والعفوية أن يكسب حب جيل الشباب ويحتويهم في رسالته الهادفة نحو الإصلاح الفكري.
دعوة مؤثرة
للشاب محمد الجديعي نشاط منقطع النظير في الدعوة والإرشاد، حيث كان يتمتع بأسلوب عفوي ومؤثر لاقى رواجا كبيرا في المجتمع، واستمر في عطاءه الفكري حتى الاعتقال.
استطاع أن يبني جمهورا كبيرا ليبث بين صفوفهم أفكار الوسطية التي سعى خلالها لدعم الحركات الإصلاحية لأجل تغيير المفاهيم التي لابد أن تصحح.
عمل جاهدا في إيصال رسائل الإحسان والإصلاح، وسعى خلال مسيرته الدعوية في دعم واقع المجتمع وتطبيق الشريعة في بلاد الحرمين.
ثمن غال
دفع الجديعي ثمنا غاليا في مسيرته الدعوية، فلم يقدّر النظام عطاءه الوطني والفكري، بل كان جزائه الاعتقال التعسفي في شهر أبريل 2020م.
لم تكن قضية الجديعي فيها اتهامات واضحة أو صريحة، سوى تعبيره عن آراءه السلمية الحرة، وهو ما جعل اعتقاله انتهاكا وتنكيلا واضحا بحقه.
حيث نصت المادة 8 من نظام المطبوعات والنشر الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم م/32 لعام 2000م، على حرية التعبير والرأي في مختلف وسائل النشر سواء المكتوبة أو المرئية وتتكفل بحمايتها قانونًا، في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية.
وبقيت قضيته معلقة لدى النظام، في ظل المماطلة الصريحة التي تثير القلق على مصيره، تزامنا مع غياب الشفافية لدى القضاء وعدم البوح في المستجدات التي تطرأ على ملف معتقلي الرأي.
كيف ننصره؟
في ظل الانتهاكات التي يتورط بها السجانون، والمماطلة المتعمدة في حسم قضية الداعية المعتقل محمد الجديعي، لابد من تدخل الجهات الحكومية المعنية لحسم الموضوع والتعجيل في إطلاق سراحه احتراما للعدالة وحقوق الإنسان.
ومع المسؤولية التي يتحملها النظام السعودي، يقع على عاتق المؤثرين من الإعلاميين والناشطين وكذلك وسائل الإعلام والصحفيين فضلا عن المؤسسات الحقوقية المعنية؛ مسؤولية كبيرة في المطالبة المستمرة بإطلاق سراحه وإبراز مكانته العلمية وعطاءه الفكري ومواقفه الوطنية التي كان يتمتع بها.
كما أن على ذوي الجديعي أن يكشفوا ما يتعرض له ابنهم داخل المعتقلات الحكومية من ظلم واعتداء وتنكيل وانتهاكات بحقه، ويستمروا في المطالبة بإطلاق سراحه وإنصافه.