وحدة الرصد في مؤسسة ذوينا أعدت تقريرها الشهري -التقرير الحقوقي في السعودية- ورصدت الأحداث التي حصلت خلال يناير 2023 .
شهد شهر يناير الكثير من الأحداث والمستجدات، في الشأن الحقوقي وقضايا المعتقلين في السعودية، مازالت الاعتقالات مستمرة تطال السياسيين والحقوقيين والأكاديميين والمؤثرين في المجتمع، لا تهدأ الاعتقالات إلا لتبدأ موجة جديدة منها. والاحكام القضائية تصدر بالجملة وتغلظ أحكامٌ في حق معتقلين دون مبررات مقبولة وعادلة، في حق من شارفت محكوميتهم على الانتهاء؛ وهذا يعني تزايد معاناة المعتقلين وذويهم، خصوصاً الذين انتهت فترة سجنهم. والمماطلة في النطق بالأحكام والإخفاء القسري فصل آخر من المعاناة للمعتقلين وعائلاتهم. الإفراجات التي نالها بعض المعتقلين، كانت مؤشراً إيجابياً على بدايةٍ جديدة؛إلا أن السلطات سرعان ما أوقفت هذه الوتيرة بالاعتقالات والأحكام المغلظة، وعدم التعاطي مع ملف المخفيين قسرياً، والرد على تساؤلات أهاليهم؛كما هو شأن المعتقل المخفي قسرياً محمد القحطاني.
الاعتقالات تتجدد
اعتقلت السلطات الشيخ غسان بهاء الدين زريق المدير التنفيذي لمشروع “بيدي رسمت حروفه وكتبت كلماته” ولم تذكر السلطات أسباب ودواعي الاعتقال.
كما اعتقلت السلطات الصحفي زياد السفياني المحرر في موسوعة ويكبييديا ، على خلفية اتهامه بتقديم معلومات، اعتبرتها السلطات انتقادية، بشأن اضطهاد النشطاء السياسيين في السعودية.
وطالت الاعتقالات الشيخ المحدث صالح الشامي وهو سوري الجنسية في العقد التاسع من العمر.
وكان ضمن معتقلي شهر يناير الاستاذ سليمان الصبي رئيس جمعية نقاء.
تغليظ الأحكام تكريس المعاناة
الشيخ غسان بهاء الدين زريق، بعد أيامٍ من اعتقاله، صدر في حقه حكم بالسجن 13 سنة، وغلظت محكمة الاستئناف الحكم على محمد الحضيف، حكمت عليه المحكمة 5 بالسجن 5 ثم غلظت المحكمة الحكم إلى 9 سنوات، ومؤخراً صدر حكمٌ بتمديد مدة سجنه الحضيف إلى 13 سنة.
وبنفس الطريقة حصل مع أفراد من عائلة الشيخ سفر الحوالي، حيث غلظت محكمة الاستئناف الحكم في حق أبناءه السجناء، عبدالرحمن الحوالي من 7 سنوات إلى 17 سنة، وعبدالله الحوالي من 6 سنوات إلى 16 سنة، وعبدالرحيم الحوالي من 6 سنوات إلى 15 سنة، وغُلظ الحكم على شقيق الشيخ سفر من 4 سنوات إلى 14 سنة، وطال تغليظ الأحكام على مدير مكتب الشيخ سفر إسماعيل الحسن إلى 10 سنوات، وكتعبير عن احتجاجهم ضد هذه الأحكام، دخل أبناء الشيخ سفر في إضراب مفتوح عن الطعام.
إفراجات وانفراجات
في يناير المنصرم نال العديد من السجناء والمعتقلين السياسيين حريتهم، بعد انقضاء مدة سجنهم، فقد أطلقت السلطات السعودية سراح سامي العميري (أبو عرم) المعتقل منذ أغسطس 2022 على خلفية قصيدة شعرية.
ومحمد عبدالرحمن الحميضي هو الأخر أطلق سراحه، وهو الذي كان معتقلاً منذ 14 فبراير 2017 بسبب انتقاده لقضايا الفساد في البلاد.
الدكتور محمد البشر أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك محمد بن سعود، هو الأخر تم الإفراج عنه، وهو أحد معتقلي سبتمبر 2017. كما أفرجت السلطات على الدكتور سامي عبدالعزيز الماجد أحد معتقلي سبتمبر. وكان ممن نال حريته الدكتور عبدالكريم الخضر بعد 10 سنوات قضاها في السجن، وأكاديمي أخر هو الأشهر تم الإفراج عنه هو الدكتور عبدالرحمن الحامد، بعد 9 سنوات قضاها في السجن.
الاعدامات تحضر مجدداً
تواصل محكمة الاستئناف التصديق على أحكام الاعدام الصادرة ضد سجناء من أل الحويطي، أيدت محكمة الاستئناف الحكم بإعدام شادلي الحويطي وإبراهيم الحويطي وعطا الله الحويطي.
الإخفاءات القسرية تتواصل
تواصل السلطات إجراءات المخالفات للاعراف والقوانين الدولية بإخفاء بعض السجناء وحرمانهم من التواصل مع ذويهم أو معرفة أماكن احتجازهم لزيارتهم.
المعتقل الدكتور محمد القحطاني مخفي قسرياً منذ 24 أكتوبر 2022 ولم تفصح السلطات عن مكان نقله الذي نقل إليه، كما انها لم تسمح لعائلته الاتصال به لمعرفة وضعه الصحي والمعيشي.
حيث كان من المقرر ان تنتهي محكومية القحطاني في نوفمبر 2022 إلا أن إدارة سجن الحاير نقلت من زنزانته إلى جهة مجهولة وحرمة عائلته من معرفة الجهة التي نقل إليها، القحطاني حكم عليه بالسجن 10 سنوات و 10 سنوات منع من السفر.
جائز ذوينا الحدث الأبرز
في يناير دشنت مؤسسة ذوينا مسابقة ذوينا للدفاع عن المعتقلين؛ طيلت شهر كامل جراء التصويت على المرشحين من قبل الجمهور، ومنحت لجنة التحكيم درجاتها للمرشحين على ضوء المعايير الموضوعة سابقاُ، استمر التصويت من 10 يناير وحتى 10 ديسمبر.
للجائزة فرعان هما فرع ذوي المعتقلين وفرع المدافعون عن المعتقلين، بلغ عدد من المتنافسين على الجائزة 30 مرشحا ومرشحة.
وتم الاعلان عن الفائزين في حفل أقامته مؤسسة ذوينا على منصاتها في تويتر ويوتيوب.
ختاماً:
لم يختلف الوضع الحقوقي في السعودية عن سابقه، ولا توجد مؤشرات تدل على عكس ذلك؛ فالاعتقالات لا تتوقف والاحكام القضائية وتغليظها مستمرة في حق المعتقلين.
إن مؤسسة ذوينا في -التقرير الحقوقي في السعودية- تدعو السلطات في السعودية إلى سرعة الإفراج عن جميع المعتقلين في سجونها من السياسيين والحقوقيين والأكاديميين والنشطاء. وتطالب السلطات السعودية إنهاء المعاناة المستمرة ضد معتقلي الراي وذويهم والمتمثلة في تزايد أعداد سجناء الرأي من الناشطين و السياسيين والحقوقيين والأكاديميين.