التقرير الحقوقي في السعودية نوفمبر 2022

التقرير الحقوقي في السعودية نوفمبر 2022
التقرير الحقوقي في السعودية نوفمبر 2022

جرت الكثير من الأحداث والمستجدات المتعلقة بالشأن الحقوقي في السعودية خلال نوفمبر 2022. فالمعتقلون السياسيون ونشطاء الرأي وغيرهم من الأكاديميين والحقوقيين والمفكرين والمؤثرين لم يكن شهر فبراير بالنسبة لهم مختلفاً كثيراً لو قارناه بالشهور السابقة، فلا تزال الاعتقالات مستمرة والأحكام القضائية القاسية تزيد من معاناة المعتقلين وذويهم، بالإضافة إلى تغليظ الأحكام الصادرة في حق من قاربت محكوميتهم على الانتهاء. كما إن تأجيل المحاكمات مستمر أيضاً بشأن من لم تصدر في حقهم أحكام. وحدة الرصد في مؤسسة ذوينا سجلت في تقريرها الشهري -التقرير الحقوقي في السعودية نوفمبر 2022- الأحداث التي طرأت على الساحة الحقوقية، المرتبطة بالمعتقلين من الناشطين وذويهم.

 الاعتقالات جديدة

سُجلت العديد من الاعتقالات خلال الشهر، فلا يكاد يمر يوماً إلا بانتهاكات جديدة إما اعتقال تعسفي أو إخفاء قسري أو حكم تعسفي ضد معتقل أو ناشط أو تغليظ عقوبة في حق من انتهت محكوميتهم.

 فقد اعلنت السلطات أنها تعتقل الإعلامي سعيد الشهراني مقدم البرامج التلفزيونية بعد التكتُّم عن مصيره لأكثر من 3 سنوات، علماً بأن الشهراني كان قد تعرض للإخفاء القسري منذ 2019، ولم تعلن السلطات خبر اعتقاله إلا في نوفمبر 2022.

و كان من ضمن المعتقلين في نوفمبر ياسر عبدالحكيم الدخيِّل نجل المدير التنفيذي لمؤسسة ذوينا. حيث اعتقلت السلطات ياسر(20 عاماً) من داخل الحرم الجامعي دون إشعار مسبق أو مذكرة اعتقال.

فلم يكن لياسر أي ناشط سياسي أو حقوقي كي تعتقله السلطات، بل جاء الاعتقال على خلفية نشاط والده عبدالحكيم الدخيِّل الناشط الحقوقي والمدافع عن المعتقلين السياسيين ونشطاء الرأي وذويهم.

محمد سالم مواطن أمريكي من أصل يمني، اعتقلته السلطات في مكة المكرمة بعد أداءه صلاة الفجر داخل الحرم المكي، ولم توضح السلطات أسباب الاعتقال التي طالت محمد سالم وهو يحمل الجنسية الأمريكية.

لم يكن سالم هو الأمريكي الوحيد الذي حدث معه ذلك، فالمواطنة الأمريكية كارلي موريس هي الأخرى، منعتها السلطات من السفر بعد إطلاق سراحها.

تغليظ الأحكام

 شهد شهر نوفمبر صدور أحكام تعسفية على بعض المعتقلين. وفي الحقيقة هم من الدعاة والمشاهير الذي ليس لهم أي أنشطة حقوقية أو سياسية.

فقد صدر الحكم بالسجن 30 عاماً على الأمير عبدالله بن فيصل آل سعود والمعتقل منذ عودته من أمريكا.

الأمير عبدالله طالبُ درساتٍ عليا وهو من أمراء آل سعود ولم يكن له أي نشاط سياسي أو حقوقي، ولم يصدر بيان من عائلته بخصوص أسباب الاعتقال أو الحكم ضده.

أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكماً بالسجن ضد الناشط عبدالله جيلان يقضي بسجنه 10 سنوات.

وعبدالله جيلان أحد معتقلي الرأي في حملة مايو 2021، على خلفية مطالبته بتوفير فرص عمل للشباب وفتح نافذة للحرية والتعبير عن الرأي.

صدر الحكم من محكمة الاستئناف بتغليظ سنوات السجن ضد الشيخ خالد الراشد بما مجموعة 40 عاماً.

الشيخ خالد الراشد أحد الدعاة المشهورين في السعودية، حكم عليه بالسجن في 2005  مدة  15 عاماً. وقبل انتهاءها عام 2020 قُدم للمحاكمة مرة أخرى ليصدر الحكم عليه في نوفمبر 2022 مدة 23 عاماً إضافياً، ليصبح مجموع الأحكام الصادرة في حقه 40 سنة.

انفراجات جديدة

لم يشهد شهر نوفمبر إفراج عن المعتقلين السياسيين بالرغم من انتهاء محكومية بعضهم وهذا على عكس المتوقع. وكان ممن أفرج عنهم.. الضابط المتقاعد زيد البناوي العقيد المتقاعد الحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية والأمنية، اعتقلته السلطات في أكتوبر 2017 بسبب انتقاده لسياسة دولة الإمارات تجاه السعودية.

 وأطلق سراح الشيخ بن دغيثر راعي منقية الطامات بعد 10 أشهر قضاها خلف القضبان.

وكان من ضمن المفرج عليهم جمال إبراهيم الناجم بعد 5 سنوات عاشها في السجن، والناجم أستاذ جامعي وباحث في الفقه الإسلامي حاصل على شهادة الدكتوراه، وهو أحد معتقلي سبتمبر 2017، اعتقلته السلطات بمدينة الدمام.

مماطلات لا تتوقف 

تستمر السطات في الانتهاكات ضد المعتقلين والنشطاء والحقوقيين وغيرهم، ففي شهر نوفمبر للمرة ال 16 المحكمة الجزائية المتخصصة في عقد جلساتها لمحاكمة الشيخ حسن فرحان المالكي ولم تصدر حكمها عليه أو تحدد موعد الجلسة القادمة للنطق بالحكم.

يُذكر أن حسن فرحان المالكي معتقل منذ سبتمبر 2017 ضمن الحملة التي شملت العديد من المفكرين والباحثين والذين عُرفوا بـ معتقلو سبتمبر 2017.

انتهت محكومية الخبير الاقتصادي محمد القحطاني في 22 نوفمبر، البالغة 10 سنوات، ولكن السلطات السعودية لم تفرج عنه بموجب الحكم الصادر في حقه. بل أقدمت على إخفاءه ومنع الاتصال به أو معرفة أخباره. فقد طالبت زوجته مها القحطاني مراراً بالتعرف على مكانه ومعرفة ظروفه وسبب إخفاءه القسري، إلا أنها لم تصل إلى نتيجة.

 هذا ما استدعى بعض المنظمات غير الحكومية إلى إصدار بيان يطالبون فيه بإطلاق سراح القحطاني وتمكينه من الاتصال بزوجته في أسرع وقت ودون أي تأخير.

يُذكر أن محمد القحطاني تم نقله في 24 أكتوبر 2022 من سجنه إلى مكان أخر لم تفصح عنه السلطات بعد شكوى رفعها إلى إدارة السجن بسبب مضايقات السجانين له.

ختاماً

 الاعتقالات وتغليظ الأحكام القضائية في حق من انتهت محكوميتهم، لا تنفك تتجدد من حين لآخر، ولم تتغير كثيراً الممارسات التي تنتهجها السلطات تجاه أبناء المجتمع السعودية.

إن مؤسسة ذوينا ومن خلال -التقرير الحقوقي في السعودية نوفمبر 2022- تدعو السلطات في السعودية إلى سرعة الافراج عن جميع المعتقلين في سجونها من السياسيين والحقوقيين والأكاديميين والنشطاء. وتؤكد على أن ارتفاع سقف الحريات والحقوق طموح كل مواطن سعودي وهذا دليل تقدم حضاري، لذا نطالب السلطات السعودية إنهاء المعاناة المستمرة ضد معتقلي الراي وذويهم والمتمثلة في تزايد أعداد سجناء الرأي من الناشطين و السياسيين والحقوقيين والأكاديميين.

التقرير الحقوقي في السعودية نوفمبر 2022
التقرير الحقوقي في السعودية نوفمبر 2022
التقرير الحقوقي في السعودية نوفمبر 2022

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى