زيد الروقي.. ضحية المطالبات بالحقوق
يعد المواطن الشاب السعودي زيد الروقي، من بين أبرز الشخصيات الشبابية التي وقعت ضحية للقمع بسبب المطالبة بالحقوق المتعلقة في توفير فرص العمل وإنهاء معاناتهم من البطالة المستفحلة في المملكة.
وفي ظل الحملة التي لجأ إليها الشباب السعودي خلال الأعوام الأربعة الأخيرة في السعي لإنهاء البطالة ورفع الأصوات المطالبة بوضع حلول عاجلة وجذرية لإنهاء الأزمة؛ لعب الشاب زيد دورا مهما في تلك المطالبات من خلال استثمار مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال تلك المطالبات.
تعبير أم جريمة؟
لم يدرك الشاب زيد الروقي أن صوته الحر الذي سيخرج من فمه عبر حسابه في تويتر؛ سيكون سببا في دخوله الحبس، حيث حاول أن يعبّر عن رأيه الحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدوافع الإصلاح.
واستثمر الشاب زيد مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإنهاء البطالة وتوفير فرص عمل له ولأقرانه من الشباب الذين يعانون البطالة.
وكان آخر ما ظهر فيه الشاب، عبر فيديو –بث مباشر-، في تويتر، يسلط الضوء فيه على أزمة البطالة التي يعاني منها الشباب اليوم، ويدعو لوضع حلول جذرية للأزمة وتوفير فرص عمل للعاطلين.
مصير مجهول
وفي ظل السياسة الحكومية والتضييق الذي تعرض له كثير من الإعلاميين والناشطين في المملكة، بسبب انتقادهم للأزمات التي تعصف بالبلاد، أصبح مصير كثير من هؤلاء –لاسيما المعتقلين-، مجهولا.
ومع دخول الشاب زيد الروقي المعتقل، انقطعت المعلومات الكافية عن أوضاع احتجازه ومكانه داخل المعتقلات الحكومية، ليكون بمثابة مختفي قسريا داخل زنازين النظام.
وتزداد المخاوف على مصير الشاب زيد داخل المعتقل، في ظل غياب المعلومات الكافية عن أوضاعه ومكان احتجازه، والمماطلة في حسم قضيته قضائيا، ومنع زيارة الأهل والتواصل معه.
قصة الاعتقال
اعتقل الشاب زيد الروقي على أيدي قوات النظام السعودي؛ بعدما بث مقطع فيديو على موقع تويتر، تحدث فيه عن مشكلة البطالة التي تواجه الشباب في المملكة.
وجاء اعتقال الشاب زيد؛ على خلفية الجهود التي بذلها في دعم الحملة التي أطلقها شباب من المملكة تهدف إلى زيادة الضغط على الجهات المعنية لوضع حلول جذرية لأزمة البطالة.
وتعد قضية اعتقال الشاب زيد، من القضايا الحقوقية التي تعكس الاعتقالات التعسفية، حيث تنطوي ضمن هذا الإطار بالأسباب التي دفعت النظام لاعتقاله، وهو التعبير عن رأيه في ملف البطالة، ليكون الاعتقال تعسفيا بسبب انتهاك حرية الرأي التي شرعتها القوانين المحلية والدولية.
وشهدت عملية اعتقاله، ردود أفعال شعبية، حيث تضامن مع قضيته كثير من الناشطين والشباب، لاسيما مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
كيف ننصره؟
ومع تزايد الخوف على مصيره المجهول داخل زنازين الظلم الحكومية، أصبح من الضروري بذل المزيد من الجهود لنصرة قضيته والإفراج عنه وإنقاذه من الانتهاكات التي قد تطاله داخل الحبس.
وتقع مسؤولية نصرة قضية معتقلي الرأي من المظلومين، لاسيما الشاب زيد الروقي؛ على عاتق المؤسسات الحكومية والمستقلة المعنية بحقوق الإنسان، وكذلك المنظمات والهيئات ووسائل الاعلام والإعلاميين والناشطين والمؤثرين في المجتمع.
ويبدأ سلوك نصرة المعتقلين، من خلال التركيز على مواقفهم الوطنية وعطائهم الذي سبق الاعتقال، بالإضافة إلى الحقوق التي فقدها الضحايا داخل الحبس، والمعاناة التي يقاسيها داخل المعتقلات من حرمان وتنكيل وانتهاكات.
ومع استمرار رفع الأصوات الحرة المطالبة بنصرة المعتقلين، يزداد الضغط على الجهات الحكومية المعنية، ليدفعها ذلك إلى الإفراج عنه بلا مماطلة خوفا من الرأي العام الذي قد ينقلب ضد النظام.