ضمن المسيرة العلمية والعملية التي قدمها الدكتور علي بن حمزة العمري حيث استطاع أن يقدّم عطاءً مهماً للخطاب العقلاني المتوسط الموجه للشباب السعودي من خلال برامجه التلفزيونية، أو من خلال مؤلفاته التي تجاوزت 70 مؤلف، حتى توقفت تلك المسيرة مع الاعتقال التعسفي الذي طاله في سبتمبر/أيلول 2017.
من هو علي العمري؟
ولد علي العمري في عام 1976، وهو باحث ومفكر وإعلامي، ويعتبر من دعاة الوسطية والإعتدال في السعودية، ومن الداعين للإنفتاح والتعايش مع الغرب وهو داعي للحب والسلام والتسامح، محب للفن وداعم لوجوده في حياة الشعوب.
مسيرته وأبرز أعماله
رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة، ورئيس مجلس فور شباب للدراسات والتطوير وأمين عام رابطة الفن الاسلامي، منشئ قناة فور شباب عام 2012 التي أغلقتها السلطات السعودية بعد اعتقاله، ألف أكثر من 70 كتاباً وأنتج أكثر من 20 برنامجاً تلفزيونياً، حيث حصل على لقب سفير السياحة العربية عام 2012، واختير سفيراً للنوايا الحسنة للشباب والإنسانية في الأمم المتحدة.
يعتبر الدكتور علي العمري شخصية متألقة ظهرت في مجال الإعلام، حيث أسهم بشكل كبير في تناول مواضيع مجتمعية متنوعة، تحوّل العمري إلى رمز للشباب الإصلاحي في السعودية، وجذب تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بفضل متابعيه الكثيرين الذين يتبعون آرائه وينشرونها.
وبسبب النقلة النوعية لبرامج العمري التي أظهرت توجهاته الإعلامية، شكل له وضعاً خاصاً من قِبل السلطة السعودية على رأس أولويات برنامج الاعتقال الذي تشنه على البارزين والمؤثرين، ففي سبتمبر/أيلول 2017 كان اسم الإعلامي العمري قد أصبح أحد أبرز الأسماء التي تصدّرت أسماء قائمة معتقلي الرأي في السعودية، إذ اعتبره ولي العهد محمد بن سلمان والسلطة السياسية أحد أخطر الدعاة الفاعلين في الساحة، حيث ظلت صورته مع سلمان العودة وعوض القرني مترافقة للتعبير عن الثلاثة المتهمين بالإعدام لتهديد أمن المملكة.
معاناة وتغييب
تداول أخبار كثيرة تفيد بتعرض العمري لانتهاكات حقوقية واعتداءات كالضرب والصعق الكهربي، وإطفاء السجائر في جسده، والإيهام بالغرق، وتقييده وتثبيته على الأرض، على خلفية توجيه تُهم تربطه بالعمل لمؤسسات شبابية تعمل على تحقيق أهداف إرهابية وتجنيد الشباب تحت غطاء الترفيه، كما اتهمته أن القناة التي أسسها تحرض على ولاة الأمر، وتثني على سيد قطب، وتؤيد الربيع العربي، انتهت تلك المسيرة المهنية الجريئة بالاعتقال التعسفي والإخفاء القسري المؤلم، مما ألقى بظلال القلق على ذويه ومحبيه بشأن مصيره المجهول.