بدأت قصة الشاب الشجاع مالك الدويش بمقطع فيديو مسجل بثته قناة PBS يطالب فيه السلطات السعودية بإعلامه عن مصير ومكان والده الشيخ الدكتور سليمان الدويِّش الذي لا يعرف أحد من ذويه مكانه.
فخرج مالك بالصوت والصورة وهو يعلم جيداً المصير الذي ينتظره بعد نشر هذا الفيديو، فأخواه اللذان سبقانه إلى السجن كانت تهمتهما المطالبة بمعرفة مصير والدهم، لكن هذا لم يثنه عن الوقوف كالأبطال ورفع صوته عالياً بالمطالبة بأبسط حقوقه كمواطن.
ولا عجب فإن والده المخفي من قبل السلطات السعودية كان قد سبقه بقول الحق والصدع به وأعطى درساً في الشجاعة لكل أبناء الوطن فبعد ازدياد أعداد المعتقلين وسماع أخبار التعذيب في السجون والأحكام الجائرة خرج ليسطر موقفه الفريد عبر تغريدة على حسابه في رسالة للملك سلمان: (لا تفرط في منح ابنك المراهق المدلل مزيداً من الثقة والصلاحيات دون مراقبة ومحاسبة وإلا فانتظر كل يوم فاجعة تأتيك منه حتى تهدم بيتك. محبتك لابنك وترك محاسبته تنمي عنده شعوراً يوصله غالبا إلى الاستخفاف بك والاعتداد بنفسه بحيث لا يبالي بخسارتك لمنجزاتك التي كنت تفخر بها. لن تلام على محبتك الطبيعية لابنك لكنك ستلام إذا استثمرها لممارسة مراهقته وعبثه ولن تصنف إلا أنك موافق له أو أنه لا يأبه بك ولا يراك شيئ . إياك أن يدفعك حبك لبعض ولدك لا سيما إن كان طائشاً أن تفضله على بقية إخوته فإنه يدفعهم للانتقام منه كما ويدفعه للغرور وعدم احترام من يكبره) لتتَّخذ السلطات القرار باعتقاله بعد هذه التغريدة، وفي 22 أبريل 2016 تم اعتقاله بواسطة وحدة عسكرية ووضعه في قبو لأحد القصور الملكية ولم يعرف أحد بعد ذلك أي معلومة عنه.
وبعد انتشار الفيديو الذي سجله مالك الدويِّش تم اعتقاله مباشرة من منزله في الرياض وتعرض للتعذيب وانتزاع اعترافات ليُخلى سبيله بعد شهرين، وبدون معرفة الأسباب يُعتقل مرة أخرى بعد شهر من إخلاء سبيله ولا يزال في المعتقل يعاني الحرمان وسوء المعاملة.
الحرية لـ مالك الدويِّش ووالده وإخوته وكل المعتقلين بسبب آرائهم ومواقفهم السلمية.