منصور علي الرقيبة (39) عاماً: رجل أعمال وشاب سعودي من أبرز الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً على منصة سناب شات التي يتابعه عليها أكثر من 2.3 مليون متابع، عمل منصور في التجارة، وأسس عدداً من الشركات التي حققت نجاحاً باهراً، وكانت هذه النجاحات عقب خسارة تعرض لها، ولأجل هذا اختير للفوز بجائزة الشاب العصامي لعام 2010م، يعد منصور مصدر إلهام للعديد من الشباب الذين شاهدوا نجاحاته المتعاقبة سواء على الجانب الاجتماعي أو المالي أو غيره من الجوانب، استطاع منصور أن يحقق العديد من الإنجازات على الصعيد الشخصي والذي أصبح بسببه نموذج نجاح للشباب الطموح الذين رأوا في منصور نموذجاً حياً للشاب الذي تجاوز العقبات في سبيل الوصول إلى أهدافه.
حصل منصور على عدد من الألقاب والجوائز ومنها: المركز الأول للإعلام الجديد للحج عام 2019 بمنطقة مكة المكرمة لينال جائزة أفضل تغطية عبر برنامج سناب شات.
اعتقاله
في 28 مايو 2022م داهمت قوة أمنية الحي الذي كان يسكن فيه منصور الرقيبة، وقامت بمحاصرته بالكامل، ثم تقدمت باتجاه بيت الرقيبة ليقوم نحو ثلاثين عنصراً من قوات الأمن باقتحام البيت، واعتقال منصور بطريقة غاية في العنف والقسوة، بالإضافة إلى مصادرة هواتفه وأخذه بعدها إلى سيارة الأمن مباشرة.
ثم قامت قوات الأمن بجمع عائلته في غرفة واحدة بما فيهم النساء والأطفال وقاموا بتفتيشهم جميعاً، ثم طلبوا منهم الوقوف مقابل الجدار وبدون أي حركة، ليتم مصادرة كل أجهزتهم الإلكترونية، في الوقت الذي ذهبت فيه قوة أمنية أخرى لاقتحام الاستراحة التي كان يجلس فيها منصور، لتقوم قوات الأمن بتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
يأتي هذا الاعتقال المريع على خلفية وشاية قام بها أحد جلساء منصور الذي جلس معه في مجلس خاص ليقوم بتسجيل الكلام الذي يدور في المجلس، والذي كان يبدي فيه منصور رأيه في بعض القضايا العامة، ليقوم هذا الرجل بابتزاز منصور لدفع مبلغ كبير من المال، وفي حال رفض فإنه سيقوم بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أن منصور قام بدفع المال له، إلا أن هذا الرجل قام بالوشاية به، وهو الأمر الذي أدى لاعتقاله.
الانتهاكات
لقد تعرض منصور للعديد من الانتهاكات فبدءاً بطريقة الاعتقال المروعة التي تعرض فيها منصور للضرب الشديد، كما تعرضت فيها عائلته للتعامل المسيء، حيث تمت إخافتهم وتفتيشهم بطريقة غير لائقة، كما تم اعتقال أبيه الشيخ علي الرقيبة والذي ظل معتقلاً لمدة شهرين بدون أية مسوغات قانونية، كما تعرض منصور في معتقله للمعاملة القاسية والتعذيب الشديد أثناء التحقيق، بالإضافة إلى الحبس الانفرادي، كما لم يسمح له بتوكيل محام للدفاع عنه أمام المحكمة.
تعرض منصور في سجنه للإهمال الطبي المتعمد، الأمر الذي كان سبباً في إصابته بفشل كلوي، كما يعاني منصور أيضا في سجنه من اضطراب في معدلات السكر بإلإضافة إلى دخوله في نوبات اكتئاب حادة، خصوصاً بعد صدور الحكم القضائي بحقه.
محاكمته
تمت محاكمة منصور الرقيبة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة التي أنشئت للنظر في قضايا الإرهاب، وهي التي حكمت عليه بالسجن مدة 18 عاماً بعد لائحة اتهام فضفاضة، وبعد محاكمة مفتقرة إلى أدنى معايير العدالة، ثم تم تغليظ الحكم عليه ليصبح الحكم الصادر بحقه السجن 27 عاماً.
ختاماً
قصة منصور الرقيبة واحدة من عشرات القصص التي تبين حالة التردي في حقوق الإنسان في السعودية، إذ قد يتم اعتقال الشخص بطريقة مريعة، وإصدار أحكام قضائية مغلظة عليه وهو لم يزد على تعبيره عن رايه في مجلس خاص.
فإلى متى ستستمر هذه الانتهاكات بحق أصحاب الرأي؟
وإلى متى سيظل منصور في السجن في ظل هذا الوضع الصحي الخطير؟