الدكتور سعود مختار الهاشمي من مواليد 1964م، ابن مدينة جدة السعودية، دكتوراه في تخصص طب الأسرة والمجتمع، وهو أب ل 9 أبناء.
إسهاماته
كان أحد أبرز الوجوه العلمية في مجال طب الأسرة والمجتمع ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الإقليمي؛ حيث شارك في العديد من المؤتمرات، وكتب العديد من الأبحاث المحكمة التي نال بها قصب السبق في هذا المجال، وكان عضوا في هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة.
كان الدكتور سعود الهاشمي من أبرز الدعاة إلى الإصلاح بشكل عام، والإصلاح السياسي بشكل خاص.
وكان الهاشمي مفكراً إسلامياً بارزاً، وواجهة إعلامية فتحت له القنوات أبوابها لطرح أفكاره المستنيرة، وكان له مقال أسبوعي في مجلة المدينة بعنوان لسع وعسل.
وقد كان خطيباً لمسجد عثمان بن عفان في جدة، وقد تميزت خطبه بالجرأة والصراحة، وكان يدعو إلى الإصلاح بكل معانيه ومفاهيمه وأشكاله حتى منع من الخطابة في عام 2005م.
كان ينظر بعين الاهتمام إلى القضايا العادلة في العالم فكانت له إسهاماته في نصرة القضية الفلسطينية عبر نشر الوعي، وعبر العمل الإنساني المباشر، وهو كذلك في العراق إذ ذهب لعلاج الأطفال هناك ونال بذلك تكريما من القيادة السعودية.
اعتقاله
كان الهاشمي صاحب رؤية إصلاحية سياسية وحقوقية، وفي سبيل هذا الإصلاح كتب إلى كثير من المسؤولين السعوديين يشرح لهم رؤيته ويوضح لهم فكرته، وقد كان يجلس مع من يشاطره الهم ويقاسمه الرؤية ويشترك معه في الهدف، وقد كان الهاشمي يتلقى تهديدات رسمية وغير رسمية، ويواجه حملات تشويه وتخويف كثيرة، إلا أنه ظل يمشي في دربه الإصلاحي لا ينظر إلا إلى مجتمعه الذي كان يأمل ن تكون حياته أفضل.
وفي ليلة الثاني من فبراير عام 2007م وبينما هو جالس مع تسعة من المثقفين والحقوقيين ونخب المجتمع يعملون على صياغة بيان مكتوب يوجه إلى الملك مباشرة، يطالبون فيه بالحقوق السياسية المشروعة للشعب السعودي، إذ داهمت القوات السعودية المكان واعتقلتهم وزجت بهم في السجون.
قضية إصلاحيي جدة
ومع اعتقال هؤلاء العشرة من العلماء والمفكرين والمثقفين من الإصلاحيين شرعت وسائل الإعلام السعودية الرسمية وغير الرسمية وبطريقة ممنهجة في تشويه صورتهم أمام الشعب السعودي، تكيل لهم التهم جزافاً ومنها التخطيط لإنشاء حزب سياسي، حتى جاء بيان منظمة العفو الدولية الذي أكدت فيه المنظمة على أنهم اجتمعوا لتأسيس جمعية حقوق إنسان ولصياغة عريضة تدعو للإصلاح السياسي فحسب. وبعد أكثر من ثلاث سنوات من سجنهم شرعت السلطات القضائية السعودية بمحاكمتهم وأدانتهم جميعاً وحكمت عليهم بالسجن لسنوات طويلة كان مجموعها 228 عاما.
الانتهاكات
كان الهاشمي الوجه الأبرز في قضية إصلاحيي جدة، ولأجل هذا فقد تعرض لصنوف من أنواع الانتهاكات بدءاً بالإخفاء القسري لمدة خمسة أشهر، حيث لم يعلم أحد من عائلته عنه شيئاً، وقد تعرض أيضا للتعذيب الشديد الذي كانت رسائل أهله توضح جزءاً منه، وقد كان يخبر القاضي بهذه الأشكال من التعذيب أثناء المحاكمة ولكن لم يأبه القاضي لها على الإطلاق، ومن أنواع الانتهاكات التي تعرض لها الدكتور الهاشمي أنه ظل حبيس الزنزانة الانفرادية وقتاً طويلاً حتى أثر ذلك في صحته النفسية بشكل كبير، وقد كانت عائلته تمنع من زيارته لأوقات طويلة جداًً؛ وهو الأمر الذي جعل والدته تخرج في رسالة مناشدة للسماح لها بزيارة ولدها وقد كانت تعاني هي من تدهور صحي كبير. ومع وفاة والدته في عام 2014م لم يسمح له بالخروج لتشييعها، وهو الحق المكفول للمعتقلين، والذي تصادره السلطات السعودية على كثير من معتقلي الرأي.
الأمراض التي يعاني منها
ومع الإهمال الطبي المتعمد الذي يعاني منه الكثير من معتقلي الرأي في سجون السلطات السعودية تردى الوضع الصحي للدكتور الهاشمي، فتردت صحته النفسية بشكل كبير مع طول السجن الانفرادي وبسبب التعذيب والضغط النفسي الذي مارسته لجان التحقيق والسجانين ضده بأشكال مختلفة، وتردى وضعه الصحي الجسدي أيضاً فأشارت بعض التقارير إلى إصابته بجلطة قبل أعوام في سجن ذهبان بجدة بسبب حرمانه من التغذية الجيدة والرياضة والرعاية الطبية اللازمة. كما أجرى عمليتين جراحيتين في السجن بعد التدهور الصحي الخطير الذي وصل إليه.
الحكم عليه
ظل الدكتور الهاشمي دون محاكمة لسنوات طويلة قضى معظمها في السجن الانفرادي، ثم ابتدأت سلسة من المحاكمات التي تفتقد لأدنى درجات المصداقية والعدالة بعد جلسات تحقيق طويلة مع أصناف من العذاب والضغط النفسي حتى صدر الحكم عليه في عام 2012م أي يعد خمس سنوات من الاعتقال بالسجن لمدة ثلاثين سنة ومنع من السفر أيضا لمدة ثلاثين سنة وغرامة مالية بمليوني ريال سعودي.
خاتمة
إن الدكتور سعود مختار الهاشمي ومن معه من الإصلاحيين ممن حمل هم شعبه وسعى للإصلاح في سبيل أن ينال حقوقه كاملة غير منقوصة كان يجب أن يكرم ويجد أذناً واعية لتلك الأطروحات المتسقة مع العقل والحق والعرف والقانون، لا أن يزج بهم في السجن كل هذه السنوات ويواجهون أصناف التعذيب والإهانة حتى يقضي بعضهم في السجن بسبب الإهمال الصحي المتعمد وكان آخرهم الدكتور موسى القرني.
وإننا في مؤسسة ذوينا وإذ نشعر ببالغ القلق على حياة الدكتور سعود الهاشمي ومن معه من الإصلاحيين نطالب السلطات السعودية بالإفراج عنهم وإسقاط الإحكام التي صدرت بحقهم، ونطالب المؤسسات والمنظمات الحقوقية العاملة في مجال حقوق الإنسان للضغط على السلطات السعودية للإفراج عن الباقين من الإصلاحيين وعن كل معتقلي الرأي الذين ينتظرون هم وعائلاتهم لحظة الإفراج بفارغ الصبر.