الدكتور علي بن عمر بادحدح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز، ومشرف موقع إسلاميات، خطيب ومحاضر مفوه، كان كثير الاهتمام بالتوجيهات التربوية التي تعين على تربية النشء تربية سليمة واعية رشيدة، وكان ناشطاً في العمل الدعوي والخيري، لا سيما في سبيل خدمة القرآن الكريم.
أسرته:
الدكتور علي بادحدح هو ابن رجل الأعمال السعوي الشيخ عمر بادحدح الذي عرف باهتمامه الكبير بالأعمال الخيرية، وكان يرأس جمعية رعاية السجناء المعسرين، وقد حاز على جائزة العمل الخيري والإنساني بمنطقة مكة المكرمة في عهد الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود، كما كان على علاقة طيبة مع عدد من العلماء والدعاة في العالم الإسلامي، وكان لديه حرص كبير على قضية التعليم، كما كان شديد العناية بالقضايا الإنسانية عامة.
وهو -أي الدكتور علي- أب لثلاثة أبناء حسن، وحسين، وحسان وأربع بنات صفية، لبنى، يسرى، وزلفى.
نشاطه:
بدأت رحلته مع العمل التطوعي والإنساني والدعوي في مرحلة الثانوية، فكان من أبرز الناشطين في مجال العمل الطلابي، واستمر هذا النشاط الطلابي حتى مرحلة الجامعة إذ درس في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
كما أنه وفي مرحلة مبكرة من حياته اعتلى منبر مسجد سعيد بن جبير الذي أسسه والده الشيخ عمر، فتأسست له قاعدة جماهيرية عريضة؛ إذ كان خطيبا مفوها مهتما بالقضايا الجادة التي تهم المسلمين.
كما كان له جماهير تستمع إلى خطابه الدعوي خارج السعودية، ابتداء من خطبته التي ألقاها في عام 1991م بعنوان «دمعة حزن من أجل فلسطين»، تطرق فيها بلهجة حادة وناقده إلى صنوف الاستسلام والهزيمة التي سيفرزها مؤتمر مدريد للسلام.
كان للدكتور علي نشاطاً علمياً ودعوياً على مستويات عديدة بدءاً بالخطاب الجماهيري المباشر عبر المحاضرات والخطب والندوات، وانتقالاً إلى الخطاب عبر الفضاء المفتوح عبر الفضائيات ومواقع الانترنت، مروراً بالكتب والرسائل المكتوبة وكلها تصب في اهتمامات دعوية وتربوية ودينية واجتماعية عامة.
اعتقاله:
بعد منتصف ليلة التاسع من سبتمبر من عام 2017م، وبينما هو مقيم في أحد فنادق الرياض، إذ قامت قوة أمنية باعتقاله والزج به في السجن، ضمن حملة استهدفت عدداً من الناشطين والمفكرين وأصحاب الرأي والتأثير؛ في سعي من النظام السعودي لكتم كل صوت لا يتماشى مع الرغبات الجديدة له.
وبعد عدد من المحاكمات السرية تم إصدار الحكم الذي يقضي بسجن الدكتور علي بادحدح مدة أربع سنوات، إلا أنه وبعد نحو سبعة أشهر قررت المحكمة الجزائية المتخصصة -التي أنشئت للنظر في قضايا الإرهاب- بتغليظ الحكم عليه ليصبح حكماً بالسجن لمدة ست سنوات.
لم يتوقف الأمر، هنا فبعد قرابة السنة تقرر تغليظ العقوبة بحقه لتصير تسع سنوات. في مشهد قضائي هزلي لا يقوم على أي قواعد أو أنظمة محكومة ومفتقر إلى كل المعايير.
الانتهاكات:
وفي السجن كثيرة هي الانتهاكات التي تعرض لها الدكتور علي بادحدح ومنها: سوء المعاملة، وإبقائه في الزنزانة الانفرادية لأوقات طويلة، ومنعه من التواصل مع أهله لفترات طويلة أيضا، كما أنه منع من توكيل محام للدفاع عنه.
ثم ماذا:
ثم أسئلة مهمة لابد من وضعها
إلى متى تستمر سلسلة تغليظ العقوبات بحق الدكتور علي بادحدح؟
وإلى متى سيستمر اعتقال الدكتور بادحدح بسبب رأي قاله لا يتلاءم والمزاج العام للنظام السعودي الجديد؟
وإلى متى ستسمر الانتهاكات بحقه دون مراعاة لا لعمره ولا لحقه الذي أيدته كل الشرائع والقوانين والأنظمة؟
تجدد مؤسسة ذوينا مطالبتها السلطات السعودية بالإرفراج الفوري عن الدكتور علي عمر بادحدح وإسقاط كل الأحكام التي صدرت بحقه.