لمعت علياء الحويطي التي يعود أصلها إلى قبيلة الحويطات المعروفة، والتي تقطن شمالي غرب المملكة، والتي تعرضت للتهجير من أراضيها قبل نحو عامين، لصالح مشروع مدينة “نيوم” الذي يخطط لبنائها على البحر الأحمر، وهو تهجير صاحبه عمليات وانتهاكات عرفها العالم أجمع، وكان لعلياء أبو تايه دور بارز في إيصال صوت قبيلتها ومظلوميتهم.
من هي علياء الحويطي؟
علياء أبوتايه الحويطي واحدة من أقوى السيدات العربية، فارسة وناشطة حقوقية سعودية، كانت من أبرز أقوى خمسين سيدة عربية غيرت واقع العالم العربي وفق تصنيف نشرته مجلة فوربس، كما وصفتها صحيفة التايمز بأنها ترسخ حركة نوعية لرعاية المرأة السعودية والعربية.
ولدت أبوتايه الحويطي داخل أسرة عربية عريقة شمالي المملكة، وتحديداً في منطقة الجوف، وتنحدر من قبيلة الحويطات، والتي عرفت بدورها الكبير في الثورة العربية الكبرى، وشيخها المعروف عودة أبوتايه.
تعلمت علياء الفروسية منذ بلوغها سن الخامسة حيث كان والدها يصحبها لركوب الخيل، وأصبحت محترفة من سن الثالثة عشر، ودخلت محافل السباقات في سن السادسة عشرة، وحازت لقب أول فارسة سعودية، بعد مشاركتها عام 1997 بسباقات القدرة والتحمل ممثلة نفسها في الأردن، وفي سباقات القدرة والتحمل ممثلة نفسها في الأردن.
نذرت علياء الحويطي نفسها لرفض الظلم والإرهاب الذي يمارس ضد قبيلتها وأبناء المملكة بشكل عام، ورفضت عمليات تركيعهم وإذلالهم، وكانت صوتا لكل مظلوم في عموم البلاد.
معاناة قبيلة الحويطات
بدأت حكاية القبيلة بعد عزم النظام على إخلاء القرية من سكانها بشكل قسري، وبناء مدينة مكانها والمعروفة بمشروع مدينة “نيوم”، واختيار مكان لما يتميز به من صفات جيدة كما يدعي ذلك النظام.
يشار إلى نسل قبيلة الحويطات يمتد في المملكة العربية السعودية والأردن وشبه جزيرة سيناء لأجيال طويلة، حتى قبل تأسيس الدولة السعودية نفسها.
برزت القصة إلى المشهد بعد مقتل عبد الرحيم الحويطي في 13 أبريل 2020، وخاصة بعد التوتر بين القبيلة وخطط التنمية في المملكة، وكان عبد الرحيم أحد سكان بلدة الخريبة، وهو الممثل لاعتراض القبائل تجاه طردهم القسري من أراضيهم.
عبر عبد الرحيم عن رأي القبائل بمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، كما ظهر بإحدى اللقطات وهو يواجه مسؤولاً زار المدينة للتحدث مع السكان.
ووثق الحويطي قصته التي انتهت بمقتله دفاعا عن منزله في سلسلة مقاطع فيديو صورها بنفسه من منزله، واتهم أجهزة النظام بممارسة الترهيب بحق أبناء الحويطات، لإجبارهم على الرحيل عن أرضهم ومنازلهم بالقوة.
ووقفت علياء بجانب قبيلتها وصرحت من لندن عن مشروع نيوم وقالت: “بالنسبة لقبيلة الحويطات، فإن نيوم تُبنى على دمائنا وعظامنا. إنها بالتأكيد ليست من أجل المواطنين الذين يعيشون هناك بالفعل! إنها للسياح والأغنياء، وليس لسكانها الأصليين”.
محاولات وإغراء وتهديدات
حاولت بعض الأجهزة التابعة للنظام استدراج علياء الحويطي لتكون بجانب النظام، لكنها رفضت كل العروض التي جاءتها، ولم تكتفِ تلك الجهات الحكومية بذلك ففي يونيو 2017، قدم النظام إغراءات إلى علياء من خلال محمد القحطاني وهو أحد أقارب سعود القحطاني المسؤول البارز في الديوان المالكي، وعرض عليها أن تحصل على وظيفة ممثلة دبلوماسية في السفارة السعودية في لندن مع سيارة وشقة سكنية لكنها رفضت رغم تهديدات مصير خاشقجي، بحسب علياء.
كما كشفت الحويطي عن تلقيها تهديدات كثيرة بسبب تصريحاتها ووقوفها بجانب قبيلتها، بالإضافة إلى تهديدات بالتصفية بمكان إقامتها في لندن بأنها ستلقى مصير جمال خاشقجي، وهو ما دفعها إلى إبلاغ الشرطة البريطانية لحمايتها من هذه التهديدات.
كفاح مستمر
لم تتوقف علياء عن الوقوف بجانب قبيلتها، والعمل على مناصرتهم، وإظهار ما حل بهم من قمع ومعاناة ومن قتل وتهجير قسري من أراضيهم، بل اتسع نشاطها الحقوقي إلى المطالبة بحقوق كافة الفئات المظلومة من الشعب لاسيما معتقلي الرأي.
ولمع اسم علياء في الإعلام منذ فترة طويلة عملت من خلاله على إظهار السياسات الخاطئة التي تجري في المملكة، كما أطلقت الحويطي برنامج “مع علياء” على تويتر ويوتيوب تحاول من خلال البرنامج تسليط الضوء على الملفات الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية وكل ما يهم المرأة في البلاد.
وتسعى علياء الحويطي لدعم الإصلاح بأسلوب إعلامي مميز، دون أن تستسلم حتى يصل صوتها إلى العالم، رغم ما تتعرض له من مخاطرة بحياتها عبر مجاهرتها بآرائها ومواقفها، دون التوقف عن الحملات الإعلامية والحقوقية ضد عمليات التهجير القسري لأفراد قبيلتها الحويطات.