عُرف الدكتور سلمان العودة بوسطيته، وجابت شهرته عواصم العالم العربي والإسلامي، حيث عُرف العودة بنشاطه الدعوي منذ زمن طويل، وسجل حضوراً بارزاً على منصات التواصل الاجتماعي حيث يتابعه الملايين من الشباب والشابات.
كان لهذا النشاط الدعوي والإنساني ثمرة كبيرة داخل المجتمعات العربية، حيث لاقى طرحه قبولاً لدى جميع الطوائف وخاصة بين فئة الشباب، وكانت مواضيعه تلامس واقعهم وتتناول حل المشاكل التي تواجههم.
ضريبة العمل الدعوي
لم يكن الطريق الذي سلكه الدكتور سلمان العودة معبداً، بل واجهته صعوبات كثيرة، وأبرزها سلب حريته، إذ تم اعتقاله أكثر من مرة بسبب مواقفه الواضحة من الأحداث التي ألمت بدول المنطقة، كان آخرها اعتقاله عام 2017 عقب تغريدة له.
منذ ذلك الوقت وهو يعاني داخل محبسه من الانتهاكات والتي أدت إلى فقدان نصف سمعه وبصره، بالاضافة إلى حرمانه من التواصل مع أسرته وأطفاله اليتامى، وذلك ما أعلنه نجله الناشط الحقوقي الدكتور عبد الله، والذي تصدر للدفاع عن والده.
بداية طريق الكفاح:
تبنى الدكتور عبدالله العودة قضية والده وبقية معتقلي الرأي، وحَمل على عاتقه التعريف بقضية والده في كثير من المنابر والقنوات العالمية، وعبر منصات التواصل، لم يألُ جهداً في سبيل التعريف بقضية والده ومعتقلي الرأي.
قاد العودة، معركة أخرى في المحافل الدولية عبر المنظمات الحقوقية، حيث شكل من خلالها قوة ضغط، حتى أضحت قضية والده، قضية رأي عام عالمي.
على إثر ذلك طالبت منظمة العفو الدولية وعدد من المنظمات الحقوقية والشخصيات الاعتبارية حول العالم بإطلاق سراح الداعية الدكتور سلمان العودة، وخلق التذكير الدائم بقضيته تأثيراً عالمياً حول ما يعانيه والده داخل محبسه دون النظر لمكانته ومراعاة لعمره.
كما طالبت عدد من الهيئات الشرعية والروابط الدينية، في كثير من البيانات الإطلاق الفوري وعدم الحيلولة بينه وبين طرح أفكاره والاستفادة من علمه وتأليفاته ومرئياته كشخصية عالمية.
طرق جميع الأبواب دون يأس
استطاع الدكتور عبدالله العودة أو (أبوحكيم) كما يحلوا لوالده مناداته، من استعادة حساب والده على تويتر عبر تواصله مع إدارته، ليعود الحساب ليس إلى نشاطه الدعوي كما كان، بل ليذكر متابعيه الأوفياء بأن الشيخ سلمان الذي طال انتظاره سيعود يوما ما ويطل عليكم من جديد ويواصل عطائه الزاخر.
كما ساهم الدكتور عبدالله العودة عن طريق التعريف الحثيث بقضية والده العادلة، في أن يكون الداعية سلمان العودة ضمن أكثر الشخصيات المؤثرة حول العالم وفي محيطه العربي لعام 2018، على الرغم من استمرار اعتقاله.
وعمل العودة في شتى المجالات التي يرتجى منها أن تكون وسيلة في إيصال صوت المغيبين، فقد تم مؤخراً نشر فيلم وثائقي عن والده يجمع شهادات أقرانه من أجل حشد مزيد من الدعم والتعاطف مع قضية والده.
لا يسقط حق وراءه مطالب :
بقيت عائلة العودة ممثلة بالدكتور عبد الله، مثالاً حياً وشمعة متقدة تضيء لبقية ذوي المعتقلين في كيفية التعريف بقضايا أبنائهم وبناتهم المعتقلين، وكيف أن طرق جميع الأبواب لتشكيل رأي عام وإيصال معاناة أبنائكم الذين ينتظرون منكم تحركا قد يكون سبباً في لفت أنظار العالم إليها وتشكيل رأي عام للإفراج عنهم.
قصة نجاح عائلة العودة هي دعوة لجميع ذوي معتقلي الرأي، أن السكوت والتزام الصمت لا يمكن أن يكون سبباً في الإفراج عن معتقلينا القابعين في السجون، بل ينبغي التحرك بشكل آمن والتواصل مع المنظمات الحقوقية وتزويدها بمعلومات عن المعتقلين، وتحديث المعلومات في كل ما يستجد بخصوص قضاياهم داخل السجن وفي المحاكم، ولكي تكون لكم بصمة في المساهمة في تخفيف آلامهم، ويتوج هذا السعي بالحرية والإفراج عنهم.