أ. د. ناصر سليمان العمر، من مواليد عام 1952 في بريدة بمنطقة القصيم، أكاديمي بارز، وأستاذ علوم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،
إنجازاته
أ. د ناصر العمر أحد أبرز الأكاديميين والعلماء في مجال علوم القرآن والذين أثروا المكتبة في مجاله بأكثر من ثلاثين مؤلفاً وبحثاً أكاديمياً منشوراً، وكان من أهم كتبه “الوسطية في ضوء القرآن الكريم”، وهو الأمر الذي عرف به واهتم به كثيراً في كتبه ومحاضراته وأطروحاته، إذ رآه متابعه مثالاً للوسطية والسماحة، كما كان أيضا صاحب جرأة في قول رأيه الذي يعتقده صواباً.
كان للدكتور العمر ظهوراً إعلاميا اتسم بالصراحة والبساطة في أسلوب الحديث وهو الأمر الذي أكسبه قاعدة جماهيرية عريضة، فكان يتابعه على تويتر أكثر من 5.5 مليون متابع، كما كان دائم الاتصال بجمهوره من خلال محاضراته الفيزيائية والمعروضة أيضا على القنوات الفضائية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وكان مشرفاً على عدد من المواقع الإلكترونية العلمية والدعوية.
عمل الدكتور العمر أيضا رئيساً للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، والأمين العام لرابطة علماء المسلمين سابقا.
اعتقاله
في أغسطس 2018م وعلى خلفية تعبيره عن رأيه، وكتابته تغريدات عبر موقع تويتر منتقداً التحولات الاجتماعية في السعودية؛ قامت السطات السعودية باعتقاله تعسفياً والزج به في السجون.
لم يكن هذا الاعتقال هو الاعتقال الأول بل سبقه اعتقالات كانت جميعها بسبب تعبيره عن رأيه في بعض القضايا العامة، كما قامت السلطات السعودية باستدعائه للتحقيق معه في شهر سبتمبر 2017م، وهو الشهر الذي شنت فيه السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً كبيراً من المثقفين والأكاديميين والعلماء والصحفيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان، كما صدر بحقه بعد شهر واحد من هذا الاستدعاء وتحديداً في أكتوبر 2017م قراراً بمنعه عن السفر دون أي تهمة.
الانتهاكات
وعلى الرغم من كبر سنه -إذ تجاوز السبعين- إلا أنه تعرض في السجن للعديد من الانتهاكات: كالمعاملة السيئة، والإهمال الطبي المتعمد الذي ضاعف من معاناته ومن حدة الأمراض عليه، كما منع من التواصل مع عائلته لفترات طويلة، ومنع أيضا من توكيل محام للدفاع عنه أمام المحكمة، كما ظل في السجن الانفرادي لفترات طويلة، بالإضافة إلى صنوف أخرى من الانتهاكات التي تعرض لها.
الحكم
وبعد محاكمات صورية مفتقرة إلى أدنى معايير العدالة، صدر حكم بسجن الدكتور العمر مدة عشر سنوات مع وقف تنفيذ أربع منها، وبقدر ما يعتبر هذا الحكم جائراً بحق رجل تجاوز السبعين، ولم يرتكب أي ذنب سوى أنه كتب بضع تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي معبراً فيها عن رأيه، إلا أن محكمة الاستئناف رأت غير ذلك، فقامت بتغليظ الحكم ليصبح 30 عاماً.
ختاماً
ألم يكن الأجدر بالسلطات السعودية إكرام الدكتور ناصر العمر لما له من مكانة علمية مرموقة بدلاً من سجنه بلا ذنب ولا جريرة؟
أكثر من خمس سنوات من السجن والظلم والقهر عاشها د. العمر في تلك الزنازين الموحشة حتى الآن رغم كبر سنه، وإصابته بأمراض مزمنة تضاعف معاناته، وتزيد من آلامه، ولا زالت هذه المعاناة مستمرة.
تجدد مؤسسة ذوينا مطالبتها السلطات السعودية بالإفراج عن د. نار العمر وإسقاط التهم والأحكام الموجهة له.