جميل فارسي:
رجل أعمال برع في تجارة الذهب والمجوهرات، وكاتب صحفي له العديد من المقالات في المجال الصحفي والشأن العام المحلي والعربي والعالمي، وخبير اقتصادي صاحب رؤية اقتصادية فذة سخرها في خدمة بلاده وشعبه.
كان جميل فارسي جريئاً في قول رأيه متى ما رأى فيه خيرا للبلاد، وكان دائم الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي مخاطباً أصحاب القرار.
اعتقاله:
يعد جميل فارسي أحد أكثر الوجوه السعودية مناصرة للقضية الفلسطينية، داعياً إلى عمل أكثر فاعلية تجاه هذه القضية، كما كان أيضا أحد أكثر المنتقدين للفساد والهدر المالي مطالباً بسياسة صارمة لمكافحته، وانتقد أيضا بيع أسهم أرامكو مطالباً بالتوقف عن بيع أسهمها، مشبهاً بيعها ببيع الطبيب لشهادته، كل هذه القضايا وعلى الرغم من أنه لم يزد عن تعبيره عن رأيه فيها، إلا أنها جعلت السلطات السلطات السعودية تقرر اعتقاله وسجنه، وهو ما تم في سبتمبر 2017، ضمن الحملة التي شملت عدداً كبيراً من العلماء والمفكرين والصحفيين وأصحاب الرأي والتأثير.
الانتهاكات:
اقتادت قوات الأمن السعودي جميل فارسي إلى سجن ذهبان بمدينة جدة، وفي السجن تعرض للعديد من الانتهاكات والتجاوزات القانونية في حقه، ومن تلك الانتهاكات: الإهمال الطبي المتعمد، إذ أنه تعرض لتدهور صحي حاد في السجن فطالب إدارة السجن بالسماح له بإجراء فحوصات طبية ضرورية تستدعيها حالته الصحية، ولكن إدارة السجن رفضت ذلك حتى أنها منعته من تناول المسكنات، ليظل يتألم في ظلمة السجن أمام السجانين.
محاكماته:
وبعد مماطلة استمرت قرابة سنة ونصف في حسم قضيته قانونياً، عقدت أول جلسة محاكمة له أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، والتي أنشئت للنظر في قضايا الإرهاب، تم عقدها بصورة سرية كما هو الحال في كل جلسات المحاكمة التي عقدت للنظر في قضيته، وبعد عدة جلسات محاكمة صورية، واستعراض لتهم فضفاضة لا تستند إلى أبسط مقومات العدالة حكم عليه بالسجن مدة خمس سنوات، وحين أوشكت محكوميته على الانتهاء تم تغليظ الحكم عليه ليصبح سبع سنوات.
وفي شهر مايو 2023 تم نقل جميل فارسي إلى دار الاستراحة تمهيداً للإفراج عنه، لكنه ما يزال رهن الاعتقال حتى اليوم.
أخيراً:
ألم يكن الأجدر بالسلطات السعودية تقدير وجهة نظره والنظر فيها بدلاً من التحامل عليه وتغييبه في ظلمات السجن؟
جميل فارسي صورة واحدة من صور كثيرة لمعتقلي الرأي الذين يعيشون في معاناة السجون بلا ذنب ولا جريرة سوى أنهم عبروا عن آرائهم محبة لوطنهم، مكافآتهم السلطات السعودية بقسوة السجن وبطش السجانين.