بدأت القصة من مطار الملك خالد الدولي في الرياض في نوفمبر 2021 عندما تم اعتقال سعد ابراهيم سعد الماضي حامل الجواز الأمريكي واقتياده إلى مكان مجهول، بسبب 14 تغريدة موجودة في حسابه تويتر منذ سنوات، فيخرج نجله إبراهيم سعد الماضي بعد أشهر ليفيد بأن والده يتعرض للتعذيب في السجن وأنه أجبر على العيش في بؤس واحتجز مع إرهابيين فعليين، وأن عائلته كانت مهددة من قبل الحكومة السعودية بأنها ستفقد كل شيء إذا لم تلتزم الصمت، وأنه قد حُكم على والده بالسجن مدة 16 سنة ومثلها منعاً من السفر.
دور ابراهيم سعد الماضي في الإفراج عن والده
قرر إبراهيم الماضي أن يدافع عن والده المحتجز لدى السلطات السعودية وأن يرفع صوته عالياً ليسمع بقضيته العالم، وقد استطاع بالفعل أن يوصل قضية والده إلى الصحافة العالمية حيث أجرت معه القنوات والصحف الكبرى اللقاءات واستضافته في أكثر من مناسبة لطرح قضية والده، ولم يكتف بهذا فحسب بل عمل على الوصول إلى أصحاب القرار السياسي الأمريكية -كون والده يحمل الجواز الأمريكي- للضغط على السعودية والإفراج عن والده. وقد نجح في هذا فقد ذُكرت قضية والده في اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي بايدن والملك سلمان في السعودية.
واستمر ابراهيم سعد الماضي في العمل على إيصال قضية ولده إلى أكبر قدر ممكن من الناس، الأمر الذي جعل الحكومة الأمريكية تعمل بجد على الإفراج عن والده وهذا ما حدث بالفعل في مارس 2023، فقد تم إطلاق سراح والده مع إسقاط جميع التهم عنه. إلا أنها تتحفظ عليه داخل البلد وترفض رفع حظر السفر عنه.
قال عبد الله العودة، رئيس قسم السعودية في منظمة “مبادرة الحرية”: إن سعد الماضي اعتُقل ظلما ولم يُفرج عنه إلا بسبب حملة دؤوبة من جانب نجله ابراهيم سعد الماضي وضغوط دولية. وقال : يوجد الكثير من الأشخاص محتجزين في السعودية ممن لا يتمتعون بالجنسية الأمريكية للفت الانتباه إلى قضاياهم، وإن الإفراج عن الماضي يظهر أن الضغط الاستراتيجي يحقق هدفه، ويتعين على المسؤولين الأمريكيين الاستمرار في الضغط من أجل إطلاق سراح السجناء ورفع حظر السفر.
فهذا النجاح الذي وصل إليه ابراهيم سعد الماضي يعتبر مسيرةً حافلة يحتذى بها، ونموذج مشرف يسير على خطاه ذوو المعتقلين، بغية دعم ذويهم بشتى الوسائل إلى أن تتحقق أهدافهم ويحصلون على الحرية.