راكان العسيري: شاب سعودي في العشرينيات من عمره ، ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، اشتهر بتقديمه لأفكاره عبر طريقة مبتكرة تجمع بين الحجة والبساطة والعمق؛ مما خلق له جمهور كبير بين الشباب السعودي وغير السعودي، درس راكان في جامعة الملك سعود في تخصص هندسة البرمجيات، وعرف بطبيعته المرحة والبسيطة التي أكسبته حب الجمهور العريض الذي عرفه، عرف راكان بحبه الشديد للقراءة والثقافة، ونشأ في عائلة متعلمة شغوفة بالفكر والثقافة، الأمر الذي انعكس على شخصيته، فكان واسع الثقافة، مطلع على كثير من القضايا الفكرية والاجتماعية والدينية.
اعتقاله
عرف راكان بقدرته على طرح أفكاره ببساطة ومنهجية وبرهان، وكان من أكثر المدافعين عن حقوق المرأة في السعودية، كما كان راكان من أكثر الشخصيات الإعلامية المنتقدة للتطبيع والتقارب مع إسرائيل، وكان يتحدث عن قضايا اجتماعية عامة في حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، وبينما كان راكان في طريق تحقيق الطموحات والوصول إلى النجاحات تم اعتقاله في أبريل 2020 والزج به في السجون بشكل تعسفي، وبلا أي مبرر قانوني، فبسبب رفضه للتطبيع، ودفاعه عن حقوق المرأة، وتعبيره عن رأيه في قضايا عامة، وبسبب تغريدات قديمة قيل أنها تعارض السياسيات العامة للسلطات السعودية تم اعتقال راكان.
اعتقل راكان ضمن حملة شنتها السطات السعودية على مجموعة من النشطاء والإعلاميين والمؤثرين في السعودية، في سبيل إسكات كل راي، وقطع كل صوت، لا يقول كما تريد السلطات السعودية أن يقال.
الانتهاكات
تعرض راكان للعديد من الانتهاكات فبدءاً بالاعتقال التعسفي، تعرض راكان في سجنه للمعاملة السيئة والضغط النفسي، كما تم التضييق على عائلته ومنعهم من التواصل معه إلا بعد مرور عدة أشهر، وفي سبيل تحسين صورة السجون السعودية سيئة السمعة؛ أجبر راكان على الظهور على شاشة قناة الإخبارية السعودية لتلميع السجن الذي أخذ سنوات شبابه وأضاعت أيام فتوته.
الحكم عليه
على الرغم من مرور أكثر من 1360 يوماً على اعتقال راكان، إلا أن السلطات السعودية ما زالت تماطل في حسم قضيته قانونياً، فلم توجه له حتى الآن أي تهمة ولم يعرض على أي محكمة، وما يزال رهن الاعتقال التعسفي حتى اليوم.
تفاعلات حقوقية
شهدت قضية راكان العسيري الكثير من التفاعلات الحقوقية فقد طالبت لجنة دعم الصحفيين في بيانها الصادر بتاريخ 18 فبراير 2022م بسرعة الإفراج عن راكان العسيري، واحترام حرية التعبير عن الرأي، والكف عن ترهيب الناشطين وترويعهم، واحترام حقوقهم.
بالإضافة إلى عدد من المطالبات من منظمات حقوقية بسرعة الإفراج عن راكان لكن كل هذه الأصوات لم تلق أذنا واعية لدى السلطات السعودية.
ختاما
حتى متى يظل القمع والتضييق والتخوين يطال المؤثرين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي؟ ومتى يمكن أن يقول الإنسان كلمته في السعودية ويعبر عن رأيه بدون قلق أو خوف؟
راكان شاب في ريعان شبابه، يسرق السجن منه أجمل لحظات عمره، تلك اللحظات التي كان يجب أن يقضيها في السعي لتحقيق طموحاته، والوصول إلى أحلامه، لكن السطات السعودية جعلته لا يفكر ولا يحلم إلا بالخروج من تلك الزنزانة الضيقة التي حرمت راكان من رؤية كل شيء جميل في هذه الدنيا، وبلا سبب مشروع.